كشفَ الفنانُ فهد الباكر عن تكوينه «نادي المسرح» من مجموعة من الهواة المُنتمين لبلدان عربية مُختلفة، يقومون بالتدرب معًا من خلال عددٍ من الورش عبر عدة منصات للتواصل الاجتماعي، مثل كلوب هاوس، وتليجرام، وأكَّد على أنَّ مشروعه الصغير الذي كان قد بدأَه منذ فترة، أخذ منحًى جديدًا بعد أن حاز إشادة العديد من المسرحيين العرب، ما جعله يحظى بشهرة وإقبال كبيرَين، حيث بدأ يصعد نجمه عربيًا، وأشار إلى أنَّه خاض غمار تلك التجربة بعد ملاحظته الأهميةَ الشديدة لمواقع التواصل الاجتماعي، وجذبها جمهور المسرح والسينما، ومن هنا كان قراره بأن يذهب لأماكن التجمعات، وبدأ يعمل على جعل المسرح وفنون الدراما -بصورة عملية- وسط مستخدمي تلك المواقع.
وقال الفنانُ فهد الباكر: إنَّ الساحة في حاجة إلى تلك النوعيَّة من الجهود الذاتيَّة، التي تساهمُ في تطوير الكوادر الفنيَّة، والتواصل بين مُبدعي العالم العربي، وأوضحَ أنَّه بعد تمكنه من تقديم عددٍ من الأعمال المسرحية خلال الفترة الماضية عبر تلك المواقع، قصد أن يتزامن مع عمليَّة الإبداع جانب تنظيري يعمل على الارتقاء بالذوق الفني ونشر الثقافة المسرحيَّة، فأقام جلسات فكرية نقدية في أعقاب العروض المسرحية بحضور عددٍ من النقاد المسرحيين العرب ذائعي الصيت، من أجل مُناقشة المسرحية نقديًا مع طرح العديد من القضايا الفنية وتثقيف الناس مسرحيًا. ونوَّه إلى أن الورش التي يقوم بتقديمها ينتج عنها دائمًا عروض مسرحية تتم أرشفتها ووضعها كمحتوى فني وثقافي عبر أكثر من وسيط إعلامي رقمي، وهي أعمال فنية ذات طابع خاص، حيث تتيحُ للمُستمع أن يتخيلَ شكل الخشبة ويشعر بالمكان والزمان، فيتمُّ الارتحال به إلى عالم من الخيال الذي يصنعه سحر المسرح، ويتقاطع مع طريقة وأسلوب الدراما الإذاعيَّة. وأوضح الباكر أن من أبرز الأعمال التي سبق أن تمَّ تقديمُها من خلال «نادي المسرح» مسرحية «الفيل يا ملك الزمان»، و «لعبة الموت»، وتم تقديم كل منهما على مدار ما يقرب من 15 يومًا بصورة متواصلة، وأكَّد أنه بالفترة الحالية يقوم فريقه المسرحي بالاستعداد لتقديم العمل المسرحي العالمي الصوتي «عرس الدم» للكاتب الإسباني غرسيا لوركا، إلى جانب تقديم عرض يستهدف فئة الأطفال للكاتبة لمياء محمد، بعنوان «أنا والكتاب» .

وأوضح الباكر أنَّ الورش التي يقوم بتقديمها من خلال نادي المسرح تحتوي على الجانبَين النظري والعملي، مشيرًا إلى أن ‏الجانب النظري يتم خلاله تقديم العديد من المعلومات حول المسرح وعناصره المختلفة، فضلًا عن إثراء الحضور بقدر من الثقافة المسرحية، حيث يتم الحديث عن الإرهاصات الأولى لظهور فن المسرح، ثم الانتقال إلى الحديث عن مُعتقدات الإغريق، خصوصًا في كتاب الإلياذة والأوديسا، وكذلك حول عمالقة وكتَّاب المسرح الإغريقي مثل: إيسخيليوس وسوفوكليس ويوربيدس، وكاتب الكوميديا أرستوفانيس، مع تقديم استعراض لكتاب «فن الشعر» لأرسطو، وتحليلات للنصوص الإغريقية مثل أوديب ملكًا، وأجاممنون، والتحدث أيضًا عن المسرح في الشرق، مع تقديم استعراض لعديد من الأمثلة، كالمهابارتا والكتكالي والكابوكي والنو، والعديد من الموضوعات وأنواع المسرح ومدارسه المختلفة. وأوضحَ الباكر أنه يخصص أحيانًا أوقاتًا للحديث عن أخلاقيات الممثل بما يفيد المتدربين في حِرفية المسرح وطريقة التفاعل من خلال عمل جماعي، ‏أما في الجانب ‏العملي، فأوضح أنَّ الورش تحتوي ‏على تقوية ‏ملكات الممثل ومن هنا تم التركيز في البداية على طرق الإلقاء ومخارج الألفاظ، ثم الارتجال، ومن ثم يقومون بقراءة النص لتفكيك بنيته والتعرف ‏على فكرته، وعلى شخصياته وعلاقتها بالشخصيات الأخرى.