سلطَ الملتقى القطري للمؤلفين الضوءَ على موضوع جديد، ضمن جلسة جديدة من جلسات مبادرة «أدبيات» التي يقدمها الكاتب والإعلامي الدكتور عبد الله فرج المرزوقي، موضحًا الفرق بين الغضب والغيظ والسُخط، حيث جاء السُخط في القرآن الكريم في أربع آيات، أمّا الغيظ فجاء في ثلاث آيات، في حين جاء الغضبُ في أربع وعشرين آية، مؤكدًا أن الغضب أوله جنونٌ وآخرُه ندم، وأن هناك عدة أسباب توصل الإنسان لمرحلة الغضب، وأن هناك آدابًا للغضب مذكورة في السُنة المحمدية، وهي دروس وعبر للمسلمين وللإنسانية جمعاء، حيث كان الرسول الأكرم يتجنب التشهير بالأشخاص، حتى في أقصى درجات غضبه، وكان معظمها لوجه الله فكان يتعمد أن يستعمل عبارات من قبيل «ما بال قومٍ».
وأكد أن الغضب من النار فهو يثير كوامن الحقد، فإذا ما تم استفزاز شخص يثور ويكشر عن أنيابه ويكشف عمّا في قلبه من حقد وبغضاء، وربما يصل الغضب إلى مرحلة السِّباب وحتى كيد المكائد.
ودعا مقدم المبادرة إلى الابتعاد عن أصحابِ القلوبِ المَريضةِ والحَاقِدينَ والحَاسِدينَ والمُستَفِزينَ ومواجهة حالات الغضب بالوضوء والصلاة لا سيما أن السجود يقرّبُ العبدَ من الله سبحانه وتعالى، منوهًا إلى أن كظم الغيظ يستر العورة، فمن كظم غيظَه ستر عورته.
وأضافَ: الغضب ميزان القلوب وهو درجات، أدنى درجاته الغضب الذي يمكن أن يكون من الصغير أو الكبير، والغيظ الذي يجعل الشخص يفور مع الغضب، أما السُخط فلا يمكن أن يكون إلا من الكبير إلى الصغير ومن الله عز وجل على عباده أو من الوالدين على أبنائهم، وشدد على أنه لا يمكن إطفاء هذه النار التي يمكن أن تكون سببًا للفتنة، والكثير من المشاكل والمصائب، إلا بذكر الله والاستغفار والصلاة والسلام على سيدنا محمد.