أقامت وزارةُ الثقافة ممثلة في الملتقى القطري للمؤلفين جلسة خاصة بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وهي احتفالية دولية أقرّتها الأمم المتحدة منذ 2001، وشارك في الفعالية التي أقيمت «عن بُعد» مجموعة كبيرة من الكتّاب والأدباء من مختلف أنـحاء العالم وألقوا الضوء على العلاقة بين التنوع الثقافي والأدب. واستعرضت الكاتبة السودانية وممثلة الأدب العربي بالنمسا الدكتورة إشراقة مصطفى تجربتها في الاستفادة من التنوع الثقافي في مسيرتها الأدبية وأكدت أن تعدد الهويات هو في الواقع هوية كونية واحدة، حيث إنها شاركت في العديد من الفعاليات والأنشطة والحوارات، للاستفادة من التجارب الأدبية العالمية المختلفة لكسر الحواجز وتضييق الهوة الثقافية بتلك البلدان. من جانبه أكدَ الكاتب والإعلامي المصري المقيم بتركيا سامي كمال الدين أن التنوع الثقافي ظاهرة طبيعية وصحية للمجتمعات ولها تأثير كبير على جميع مجالات الحياة، واستشهد ببعض الكتّاب المصريين الذين استفادوا من تجاربهم الحياتية والتنوع الثقافي سواء في وطنهم الأم أو من خلال السفر والهجرة. بدوره قال د. علاء الدين آل رشي مدير المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا: إن التنوع أو التعدد الثقافي حالة صحية تعني أن المجتمع يعيش في الأمان, فيما أوضحَ الدكتور عبد القادر الدحمني من المملكة المغربية أن الهوية المغربية ترتكز على تنوع ثقافي ثري للغاية، أساسه الانتماء إلى موقع جغرافي متميز .
وتحدثَ الباحث الجزائري الدكتور الطيب صياد عن إسهام الجزائر في تثبيت مقومات التنوع الثقافي عبر فعاليات عالمية,وقال الدكتور أيدن قضاة من تركيا: إن جميع البشر يتشاركون في المشاعر الإنسانية والمخاوف والآمال والأهداف وإن التنوع الثقافي أكثر بكثير من تحمل الاختلافات وفهمها بل هو في الواقع احترام الأشخاص الذين لا يشعروننا بتقبل الاختلاف.
من جهته قالَ المؤرخ والناقد صباح محسن الكاظم من العراق: إن الثقافة تصنع الجمال والتنوير الثقافي من خلال ثقافة التعايش بين العقائد، والمكونات جميعًا. وأشارَ إلى أن دولة العراق لطالما كانت ثرية بالتنوع منذ عصر السومريين إلى عصر الحرية، وهو ما ساهم بالثراء الفكري والمعرفي.
واختتمت الجلسة الأستاذة مريم ياسين الحمادي، مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، مدير إدارة الثقافة والفنون، التي أكدت أن الأدب هو الناقد للعادات والتقاليد والتراث والأفكار، وهو الرسول الأول للتعرف على المصارعات وبناء جسور الحوار والتفاهم ودعت لمزيد من الجهود لتعزيز هذا الحوار.