أقامَ الملتقى القطري للمؤلفين جولةً جديدةً من مبادرة «أدبيات»، والتي يقدمها الكاتب والإعلامي عبد الله فرج المرزوقي، وذلك في جولة جديدة في رحاب الثقافة والأدب واللغة، حيث سلط الضوء خلالها على الفروقات في النطق بين «الكلام والصمت»، موضحًا أن هناك فرقًا بين الكلام بالكسرة والضمة والفتحة. فالكَلام «بالفتحة» هو ما نتحدثُ به، والكُلام «بالضمة» هو الأرض الصلبة، والكِلام «بالكسر» هو الجرح. وقالَ: إن الكلام هو صندوق السرائر فيه الضمائر وما يأتي على اللسان، وأوضحَ أن أحد الحكماء نصح ابنه قائلًا: عليك بالإنصات إلى السفهاء والعلماء عند مجالستهم. فالصمت والإنصات للعلماء زيادة في العلم والاستماع للجهلاء زيادة في الحلم. ودعا إلى ضرورة اختيار الكلام مهما اختلف الجليس، فالكلمة الطيبة لها أثرها وفحش القول أيضًا له وقعه، وإن الكلمة كالسيف في قطع عنق صاحبها.
ودعا إلى لجم اللسان والابتعاد عن الغيبة والنميمة لأن بعض الكلام يمكن أن يكونَ سببًا للفتن ما ظهر منها وما بطن، حتى إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دعا أصحابه في خطبته الأخيرة إلى التمسك بهديه وألا يرجعوا بعده كفارًا يضربُ بعضهم رقاب بعض. ودعا المرزوقي إلى ضرورة عدم احتقار الأشخاص البسطاء فيمكن أن يكون الشخص بسيط المظهر، لكنه صاحب لسان فصيح وحكمة، لذلك يجب اختيار الكلمات والألفاظ والأشخاص المخاطبين مع الأخذ بعين الاعتبار الزمان والمكان ومراعاة الفروقات بين المستمعين على مستوى الفهم والتمكن من اللغة، فلا يتم مخاطبة غير العربي بلغة فصحى غير مألوفة بل يجب أن تكونَ اللغة بسيطة وسلسة مراعية للجمهور لتصلَ المعلومة وتعم الفائدة.
«أدبيات».. جولة في رحاب الثقافة واللغة العربية
17 مايو, 2022