أكَّدَ عددٌ من الكُتَّاب والأدباء على أهمَّية الكاتب والمؤلف في مجتمعه، ودوره الكبير في إحداث التغيير الإيجابي. وقالوا في جلسة أقامها الملتقى القطري للمؤلفين التابع لوزارة الثقافة بمُناسبة اليوم العالمي للكُتَّاب وحقوق المؤلف: إن ملايين من الناس باتوا يحتفلون بهذا اليوم في أكثر من مئة بلد في إطار الجمعيات والمجالس والهيئات العامة والتجمعات المهنية والمؤسَّسات الخاصة، ونجح اليوم العالمي للكُتَّاب وحقوق المؤلف خلال هذه الفترة الطويلة في تعبئة الكثير من الناس، من جميع القارات والمشارب الثقافيَّة، لصالح قضية الكتاب وحقوق المؤلف.
في البداية، قالتِ الأستاذةُ مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون، مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين: إنَّ الملتقى القطري للمؤلفين يحتفلُ بهذه المناسبة المهمة بالشراكة مع الملتقى القطري للموزعين والناشرين، وهو مُناسبة لإبراز الدور الكبير الذي يلعبه الكاتب والمؤلف في مجتمعه، وأيضًا للتذكير بالكُتَّاب الكبار الذين كانت لهم بصمة فارقة في التاريخ وخلدوا ذكراهم وكانوا سبَّاقين ومُبدعين في مجالاتهم، مشيرةً إلى أنَّ العالم العربي شهد نهضة فكرية وثقافية سبقت البلدان الغربية وما زالت بعض الكتب شاهدةً على هذه الفترة، وهي مراجع مهمة تدرس الآن في أهم الجامعات حول العالم، ودعت إلى تكثيف الجهود وتوحيدها لإعادة الأمجاد الثقافية العربية والمحافظة على أمهات الكتب التراثية كونها إرثًا للأجيال القادمة، وأكدت أن الكتَّاب هم دائمًا من يصنعون الفرق والتغييرات ويقودون المجتمعات ويستشرفون المستقبل ويرون ما يعجز الآخرون عن رؤيته.
وأضافت مدير عام الملتقى: إن الإنتاج الثقافي واحد من أهمِّ مصادر الدخل حول العالم وهو يتطلب توفرَ عدة فاعلين، ويشمل ذلك دور النشر ومراكز التدريب. من جانبها، أشارت الدكتورة عائشة جاسم الكواري المدير التنفيذي لدار روزا للنشر إلى أهمية إحياء الأيام العالمية وأن اليوم العالمي للكُتَّاب وحقوق المؤلف فرصة للمؤلفين للتفكير فيما لهم وما عليهم نظرًا لوجود قوانين تحكم عالم الكتابة والتأليف التي دائمًا ما تكون في صالح المؤلف إذا عرف كيف يستفيد منها، مشيرةً إلى أن المؤلف هو جزء لا يتجزأ من مجتمعه، وهو ابن بيئته وهو نبض المُجتمع، ويكون قريبًا من الناس وهو يُؤثِّر ويتأثر بما يدور في مُجتمعه، مؤكدةً أنَّها من خلال تجربتها في إدارة دار نشر لاحظت وعي الكُتَّاب لاسيما كُتَّاب الرواية الشباب من القطريين الذين لديهم درجة عالية من الإبداع وقدرة على ملامسة قضايا مجتمعهم وهم يتحلون بدرجة من الجرأة لم يتحلَّ بها الجيل السابق من الكُتَّاب مع التزامهم بأخلاقيات الكتابة والاحترافية لإيصال الفكرة للقُرَّاء، وهو ما جعل الرواية القطرية قادرة على المنافسة في المحافل الدولية في معارض الكتب حول العالم، فإحدى الروايات القطرية كانت من بين الأكثر مبيعًا في معرض الكويت للكتاب الأخير، وهو ما يعتبر إنجازًا للكاتب، ودار للنشر، لاسيما أن دور النشر القطرية ما زالت في بداياتها، لكنها نجحت، لأنها بدأت من حيث انتهى الآخرون. وقالت: إن دور النشر تساعد الكاتب على فهم حقوقه وخاصة حقوق الملكية الفكرية، فمن أولويات دور النشر تمكين المؤلف- ولاسيما الشباب- من الأدوات الإبداعية وأساليب الكتابة من خلال الورش التي تطوِّر مهاراتهم.
بدوره، أكَّد الدكتور درع الدوسري أن الكتابة والتأليف، رسالة قبل أي هدف آخر سواء كان ماديًا أو شخصيًا، ويتم إيصال هذه الرسالة للمجتمع من خلال ما يطرحه الكاتبُ من أفكار، مُشيرًا إلى أنَّ إنتاجَ الكاتب هو مزيجٌ بين أحاسيسه وفكره، وما يتلقاه من الخارج، مُشيرًا إلى أهمية الحراك الثقافي الذي تعيشُه دولة قطر، لا سيما في مجال التأليف وهو ما يكشفُ وعي المُجتمع، لاسيما الشباب الذين اقتحموا كافة المجالات سواء الرواية أو الكتابة السياسيَّة، و دعا إلى تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة لاكتشاف ودعم المواهب الشابة نظرًا لكون المجتمع يزخر بالمواهب والقدرات الكبيرة التي تحتاج إلى الإرشاد والتوجيه والنصح، وعبر عن استعداده لدعم الشباب.