شهدَ معرضُ رمضان للكتاب ندوةً نظمتها وزارةُ الأوقاف والشؤون الإسلامية بعنوان: «الأسرة المسلمة ونظرات في الواقع المعاصر»، تحدَّث خلالها كل من الدكتور أحمد الفرجابي الخبير في الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف، والدكتور عبدالمعين القحطاني الإمام والخطيب بالأوقاف، مُستعرضَين أسباب النجاح الأسري، وسبل تخطي العقبات من أجل تكوين أسرة مُتماسكة بمقدورِها تحدي الصعاب.
في البداية، استهلَّ الدكتور أحمد الفرجابي حديثه بسرد عدة نقاط استعرض من خلالها أهمية الأسرة، التي وصفها بكونها السكن ومبعث الطمأنينة، وأبرز أنَّ الأسرة المستقرة هي التي يمكن أن يتخرج من خلالها الطبيب الناجح والمهندس المبدع، والموظف الذي يستطيع أن ينجز عمله بإتقان، وقال: لا يمكن للأمور أن تستقيم في حياتنا دون أن يكون هناك اهتمام باستقرار الأسرة، وقال: إن المتأمل في القرآن الكريم يجد أن آيات الأسرة تتخلل آيات العبادة، مشيرًا إلى أن الإسلام وضعَ للأسرة قواعد تأسيسية وضوابط من أجل الاستقرار والاستمرار، وهو ما باتت تتفق معه اليوم بعض النظريات الغربية، موضحًا أن بعضًا من تلك النظريات تقول: إن العلاقات خارج الأطر الشرعية هي المسؤولة عن 85% من نسبة فشل الحياة الأسرية، مؤكدًا أن الباقي منها مستمر لأسباب أخرى غير فكرة الترابط الأسري، حيث المصالح المشتركة، وقال: إن الإسلام حرص على ألا يترك القوانين المتعلقة بهذا الجانب إلى بشر، بل عمد إلى تنظيمها عبر نصوص وآيات ثابتة، وقال: إن الخروج عن النمط الذي تؤيده الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها هو ما يجر إلى الإشكاليات، ثم عرج الفرجابي إلى إشكالية الانحراف الذي انجرّت إليه بعض الأسر العربية، محذرًا من الانجرار خلف ما يتنافى مع ثوابتنا الدينية.
بينما قال الدكتور عبدالمعين القحطاني: إن الأسرة تشعر الإنسان بالأمان والسكون، مضيفًا: إن الهدف من وجود الأسرة هو الراحة والسكينة والاطمئنان، ونوَّه إلى أن جو الاستقرار الأسري لا بد أن يتولد معه أفراد مبدعون، كما أشار إلى أن ديننا الحنيف يحمل عبر القرآن والسنة العديد من القصص التي نتعلم معها كيفية تكوين أسرة مترابطة ومتماسكة، وساق في ذلك العديد من الأمثلة، وعلى ذلك نجد أن الأسرة المسلمة تتحلى باستقرار حقيقي قد لا يظهر لدى بعض الأسر ذات الثقافات المختلفة، حيث تطلق الحريات دون ضابط أو رابط، كما تحدَّث القحطاني عن أهمية اكتساب كل طرف من أطراف العلاقة الزوجية القدرة على احتواء الشريك، مؤكدًا أن العلاقات السوية تبدأ بالاختيار الصحيح، هذا إلى جانب ضرورة التوجه بالدعاء إلى المولى عز وجل بأن يرزقهم الزوج الصالح أو الزوجة الصالحة والذرية الصالحة، ثم تبدأ الحياة الزوجية التي تحتاج إلى مهارات فائقة، فالإنسان بطبيعة الحال ليس كاملًا، ولكن من خلال تلك المهارات يمكن تخطي بعض العقبات، وقال: من المهم أن يتثقف كل طرف حول طبيعة الآخر، بحيث يستطيعان كسب بعضهما بعضًا.
نظرات على الأسرة المُسلمة بمعرض رمضان للكتاب
17 أبريل, 2022
