نظمت وزارةُ الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، أمس، ندوةً تحت عنوان «القرآن الكريم ومنهج التزكية» وذلك ضمن الفعاليات الثقافيّة لمعرض رمضان للكتاب، الذي يستمرُ حتى 16 أبريل الجاري في الساحة الغربية لسوق واقف. وتحدثَ خلال الندوة الدكتور عادل رفوش، المشرف العام على مؤسسة بن تاشفين للدراسات المعاصرة والأبحاث والإبداع بالمملكة المغربيّة. وتناولَ الدكتور عادل رفوش في مستهل الندوة مفهوم التزكية، موضحًا أن الغاية من خلق الله هي إعمار الأرض بالصلاح، ولذا دلنا على طريق الهداية والاستقامة، لنكون قادرين على تحقيق هذه المهمة.

وأكدَ أن التشريع بما فيه من حلال وحرام، وأوامر ونواهٍ، كل ذلك جاء لمصلحة البشر، ولذلك أولى الله عز وجل النفس البشرية عنايةً فائقةً من التوجيه والتعليم بما أسماه العلماء: التزكية، والتي تعني إنماء وتطهير وتقويم الشيء، وجعله بعيدًا عن الفساد والاعوجاج، وبذلك يكونُ هذا هو المنهج الذي به تكون النفس مستقيمة طاهرة وبعيدة عن كل ما يشينها. ولفتَ إلى أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحبُ معالي الأمور التي تسمو بالنفس ويكرهُ سفسافها التي تنزلُ إلى الحضيض، وقال: إن الله تعالى خصّ تلك التزكية بقسمٍ في كتابه العزيز وهو ما يتجلى في قوله عز وجل في سورة الشمس «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَد أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا»، فالآيات فيها قسم من الله سبحانه بهذه النفس مشعرًا عباده بأنها لا تقلُ في عظمتها عما ذكر من عجائب الخلق في بداية السورة. وأضافَ الدكتور رفوش: إن الله سبحانه وتعالى ربطَ الفلاح بتزكية النفس، كما جعلَ الخسارة والخيبة على من دساها أي جعلها مطمورة في حضيض المحرمات وسفاسف الأمور، مشيرًا إلى أن التزكية للنفس تكون من خلال التنبيه على تعظيم شأن النفس وأنها تحتاجُ إلى الترويض بالتعليم والعمل والرفقة الصالحة، والمداومة على عمل الخير لتسمو النفس. ونوهَ إلى اهتمام القرآن بالنفس ودرجاتها ومنها النفس المطمئنة والنفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء، ليؤكد أن الله خلق النفس على الفطرة السليمة والاستقامة على حب الخير والهداية إلى الرحمن.