نظمت وزارةُ الثقافة ندوةً بعنوان (المخطوط في زمن العولمة) وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض رمضان للكتاب، شارك في الندوة كل من السيد محمد همام فكري مستشار التراث والكتب النادرة بمكتب المستشار الثقافي في مؤسسة قطر، والباحث في التراث عبدالعزيز البوهاشم السيد، والدكتور معتز الخطيب الأستاذ بجامعة حمد بن خليفة، وأدارها السيد بلال فرج السويدي رئيس قسم المخطوطات بدار الكتب القطرية. وقدم السيد محمد همام فكري، لدى مداخلته في الندوة التي حملت عنوان «رقمنة المخطوطات»، تعريفًا للمخطوط بأنه كتاب خط بالقلم، أو مجلد أو وثيقة، مشيرًا إلى وجود علم يهتم بفيزيائية المخطوط، بخلاف المحتوى الذي يتصدى له دارسون بالتحقيق والدراسة. واستعرض تجربة رقمنة المخطوطات في مكتبة قطر الوطنية، موضحًا أن الرقمنة تعني نقل المحتوى الفكري من مخطوط إلى حالة إلكترونية ليكون هذا المحتوى مخزونًا في الفضاء الإلكتروني، ويتفاعل مع الباحث ويتم المحافظة عليه كأثر يعكس تراثنا، ولافتًا إلى وجود ما يقارب 3 ملايين نسخة من المخطوطات العربية في حوالي 400 مبحث علمي من المباحث التي أسهم فيها المسلمون في المجالات كافة. كما تحدث فكري عن أهمية المخطوطات الرقمية وخصائصها، مثل إمكانية تكبير صورة المخطوط بخلاف الأصل، أو إتاحة المقارنة بين صفحة وأخرى، أو نسخة وأخرى، موضحًا أن الرقمنة أتاحت للباحثين حول العالم جمع شتات المخطوطات بقدر اجتهاد الباحث للوصول إليها من خلال وسائل الاتصال.
ولفتَ إلى أن النسخة الرقمية يمكن استخدامها بواسطة عدد لا محدود دون أن تتأثر أو تتلف، كما تحدث عن معالجة المخطوطات وترميمها قبل الرقمنة، ومرحلة الوصف للمخطوط حيث تصف المخطوط فيزيائيًا إلى جانب المحتوى، مؤكدًا أن الرقمنة أحدثت ثورة علمية في مجال نشر الفكر العربي للمخطوط.
من جانبه، تناولَ السيد عبدالعزيز البوهاشم السيد، تاريخ المخطوطات العربية وثراءها وانتشارها، واهتمام الإسلام بالمخطوطات العربية، مشيرًا إلى وجود آلاف المخطوطات العربية في المكتبات العالمية، خاصة للقرون الخمسة الأولى منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تعد أزهى فترة أبدع فيها المسلمون في المجالات كافة.
من جهته، تناولَ الدكتور معتز الخطيب، أهمية الوعي بالتراث، وكيف تم الانتقال من المخطوط إلى الطباعة والتحقيق خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، منوهًا بأن ذلك تم عبر أربع مراحل الأولى شهدها القرن التاسع عشر عبر نخبة من المستشرقين الأوروبيين، ثم جاءت المرحلة الثانية أوأخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مع نخبة من المصريين الذين ابتعثوا خلال عهد محمد علي باشا، فتم نشر منتخبات من المخطوط العربي، وما قامت به مطبعة بولاق في مصر من نشر عيون التراث، ثم رواد النهضة الذين ساهموا بنشر بعض المخطوطات العربية، فكان إحياء التراث سمة عامة لدى النهضويين في مصر والشام والعراق وغيرها.
المخطوطات تبرز إسهامات المسلمين
13 أبريل, 2022
