ضمن جهود الملتقى القطري للمؤلفين لإحياء التراث الأدبي العربي والاستفادة منه لإثراء المخزون اللغوي والمعرفي للكُتّاب الشباب، تم إطلاق مبادرة ثقافية جديدة بطابع رمضاني بعنوان /زائر لتراث الأدب/ وذلك بالتعاون مع دار الشرق.
وخلال أولى جلسات المبادرة، تحدث الدكتور يحيى المهدي أستاذ اللغة العربية بجامعة قطر عن ثراء التاريخ الأدبي العربي، كونه يزخر بكثيرٍ من الكتب التي شكلت بمجموعها ذخيرة أدبية وثقافية، وكانت على الدوام من المراجع المهمة التي تشكل عونًا للباحثين والأكاديميين ، وشكلت مصدرًا من مصادر الإلهام على مستوى تطوير اللغة والثقافة العربية على حد سواء.
وجاء موضوع الجلسة الأولى كتاب البخلاء للجاحظ، حيث أوضح الدكتور يحيى المهدي تميز كتاب “البخلاء” بمضمونه الثري المليء بالحكمة والموعظة، وكافة أشكال وألوان الإمتاع والظرف والفائدة مما يجعل الكتاب مرجعًا للباحثين والقراء، مشيرًا إلى أن الكتاب تنوعت فيه مظاهر الهَزْل والإضحاك والسخرية في نوادر الجاحظ، لمقاصد مختلفة من أهمها النقد الاجتماعي، لما تقوم عليه النادرة من تصوير انحرافات اجتماعية وسلوكيات نتجت عن فئةٍ حافظت على طابعها وقيمها الموروثة التي تأثرت بمتغيرات الواقع الاقتصادي في عصرها، إضافةً إلى حمل القارئ على تبني سلوك الكرم والسخاء وهو قيمةٌ عربيةٌ أصيلة، وأيضًا تحقق إعادة تركيب منظومة القيم والمعايير على نـحو يستجيب لمقومات العادات العربية.
وأخيرًا النادرة رغم ما تنطوي عليه من مقاصد نقدية، إلا أنها وسيلة راقية ورائعة من الترويح عن المتلقي وتسليته واستهداف الجمالية في اللغة.
وقال إن الجاحظ يعد أحدَ كبار أئمة الأدب، وقد قال الشعر مع الأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وأخذ علمَه في النحو عن أبي الحسن الأخفش ، أمّا الكلام فأخذه عن ابراهيم النظَّام، وكان خفيف الظل، وذا عشرةٍ حسنة، ويقول النكات والنوادر، وقد كان الناس يُحبّون مجالسته لسماعها والاستمتاع بها، كما تميّز بالذكاء وسرعة الحفظ .