استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الكاتب الروائي محمد بن محمد الجفيري لمناقشة روايته 1972 “صدفة خير من ألف ميعاد” الصادرة عن دار كتارا للنشر، وذلك في جلسة أدارها الكاتب صالح غريب. وقال الجفيري إن هذا العمل بدأ فكرةً صغيرةً ثم تحول إلى أطرٍ وبعد ذلك اتضحت الرؤية، وأنه يستهدف فئة اليافعين وهي فئة مهمشة لأن معظم الكتب المتوفرة حاليًا إما تكون أكاديمية أو سياسية وهي كتب ثقيلة لا يمكن أن يتفاعل معها المراهقون، لذلك قرر رفد المكتبة القطرية والعربية بكتاب يغوص في تفاصيل حياة المراهقين وتقمص في الرواية شخصية شاب ذو سبع عشرة سنة يعيش قصة حب.

وأضاف أن العنوان جاء ليعبر عن أحداث الرواية حيث تكرر اللقاء مصادفة بين بطلي الرواية أحمد ونورة وهو ما جعله يطرح تساؤلًا من خلال العمل هل الصدفة قدرية حتمية أم آنية الحدوث ووليدة اللحظة. لافتًا إلى أن الأمكنة والتواريخ لها رمزية كبيرة في الرواية، فكورنيش الدوحة ببحره وجماله كان محفزًا لذكريات المراهقة والشباب، كما أن أحداث القصة تدور في الماضي وتحديدًا في سنة 1972 وهي سنة مليئة يالأحداث الكبرى على مستوى العالم كما أنها كانت حقبة جميلة.

ووصف الرواية بأنها تحمل قصةً عاطفيةً تتخللها أحداثٌ سياسيةٌ وعسكريةٌ عمت الوطن العربي خلال سبعينيات القرن الماضي، وتدور أحداثها حول الشاب أحمد الذي سافر إلى لبنان خلال العطلة الصيفية بعد تخرجه من الثانوية مع مجموعةٍ من أصدقائه، وهناك التقى بالصدفة مع فتاةٍ جميلةٍ في نفس عمره وهي فتاةٌ متعاليةٌ وهو ما جعل البطل يصر أكثر على التعرف عليها ويتحدى نفسه، وبعد ذلك تتكرر الصدف لتجمعهما أكثر من مرة على مدى سنوات.
ومن خلال أحداث الرواية وصف الكاتب الأنساق الثقافية لفترة السبعينيات من ملابس وطريقة الشعر وشكل البيوت والأمكنة والشخصيات.
ودعا الكاتب صاحب الرصيد الحافل بالكتب التوثيقية الشباب إلى قراءة الرواية للتعرف على خصوصية تلك الحقبة التاريخية والاستمتاع بالأحداث الشيقة.
وتحدث الجفيري عن مجمل أعماله التي تصب في خانة التوثيق والتأريخ فهو مولعٌ بجمع وتوثيق الصور التاريخية ففي عمله صور من الذاكرة تكلم عن ذاته وطفولته والأمكنة التي زارها والأشخاص الذين عاشرهم وهو يختلف تمامًا عن الرواية التي تبنى فيها دور السارد.