اختتمت، بنجاح اليوم الخميس، فعالية “أسواق مجتمعية” التي شاركت فيها وزارة الثقافة ممثلةً بإدارة التراث والهوية بجناحٍ خاص للحرف اليدوية في هذه الفعالية اشتمل على صناعة السفن الخشبية، والنحت على الجبس، وحياكة السدو، وصناعة الدمى.
وهدفت فعالية “أسواق مجتمعية” التي انطلقت في 27 مارس الجاري واستمرت خمسة أيام إلى دعم الأسر المنتجة وتعريف الأجيال بالحرف والمهن اليدوية، وشارك فيها “29” محلًا مختصًا في بيع الأكلات الشعبية، والحلوى، والملابس التراثية وغيرها، في اللؤلؤة قطر.
وفي هذا السياق قال السيد عبدالله الحداد أحد المشاركين في جناح وزارة الثقافة: “إنني مهتم بصناعة الحرف والمشغولات اليدوية القديمة، مثل السفن التقليدية، والصناديق المبيتة، وأدوات الغوص، وأدوات البر والبحر، ووَرِثْت هذه المهنة عن والدي وحرصت على مواصلتها والمشاركة في مختلف الفعاليات التي تقام في دولة قطر”.
وأوضح الحداد أن مشاركته في فعالية “أسواق مجتمعية” هي بهدف تعليم الجيل الجديد الحرف اليدوية والمهن التي أولتها دولة قطر اهتمامًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة بهدف المحافظة عليها من الاندثار في ظل التطور والحداثة الحاصلة عالميًا.
وأضاف: “أقوم بصناعة السفن التقليدية ومنها سفينة البتيل التي كانت تستخدم للسفر في عرض البحر، وسفينة البانوش التي كانت تستخدم لرحلات الصيد، وسفينة الجالبوت التي تستخدم للغوص”.
من جهته، قال السيد محمد عبدالله: إنه شارك في الفعالية بحرفة النحت على الجبس، إذ كانت هذه الحرفة واسعة الانتشار في حقبة من الزمن لكثرة استخدامات عملية النحت التي تدخل في النقش على الأبواب وأسقف المنازل وتزيين المساجد باستخدام وسائل نـحت مختلفة.. مؤكدًا حرصه على التواجد في مثل هذه الفعاليات بهدف الحفاظ على الحرفة وتوصيلها للأجيال القادمة التي تحتاج إلى معرفة كل ما يتعلق بالتراث القطري في سبيل الحفاظ على الموروث، موضحًا أن عملية النحت على الجبس تمر بعدة مراحلٍ أولها وضع لوح الجبس ومن ثم تخطيطه بحسب الزينة المراد تطبيقها خلال عملية النحت، ومن ثم البدء بالنحت على قطعة الجبس، وأخيرًا وضع الألوان المناسبة لطريقة التصميم والزينة، حيث إن لكل طريقة لونها.
وبدورها، بينت السيدة نورة محسن، إحدى المشاركات في هذا الجناح أن حياكة السدو تتطلب مهارةً عاليةً ودقةً في عملية التصميم وإدخال الألوان، وأن الأخطاء لا تقبل بهذه الحرفة لكونها تؤثر سلبًا على الشكل والتصميم، موضحةً أنها تعلمت هذا النوع من الحياكة من والدتها وأثناء عيشها في البادية التي فرضت عليها وقريناتها تعلم بعض الحرف والمهن لا سيما حياكة السدو منها، لكونها كانت منتشرة في حقبة من الزمن.
وأضافت أن عملية حياكة السدو تبدأ بغزل الصوف للحصول على الخيوط التي تدخل في الحياكة، ومن ثم تصميم الشكل النهائي للسدو، وبذلك تبدأ عملية الحياكة التي يستغرق بعضها أيامًا وأشهرًا وسنوات حتى يتم تجهيز القطعة الواحدة، ويختلف الأمر على حسب مقاس كل قطعة، لافتةً إلى أنها تمكنت من حياكة سدو عبارة عن “رواق بيت شعر” بطول 15 مترًا خلال 6 سنوات من العمل.
أما السيدة بهية السيد، فأشارت إلى أن بدايات دخولها في مجال الحرف اليدوية كانت بصناعة الدمى وأنواع من الألعاب القديمة التي تدخل في صناعتها الأخشاب، وعملت على تطوير هذه الألعاب بإدخال الملابس التقليدية عليها لتعطي شكلًا جماليًا وتراثيًا في نفس الوقت.
وأوضحت أنها شاركت في هذه الفعالية بمجموعةٍ من الحرف منها صناعة الدمى، وكذلك صناعة وتزيين “المهفة” بقطع القماش القديمة بمناسبة شهر رمضان المبارك.