أقيمت مساء أمس الأول ندوةً تطبيقية، تناولت العرض المسرحي “صانع الدمى”، الذي قدمته فرقة الدوحة المسرحية ضمن مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الرابعة والثلاثين، في مسرح الدراما بالحي الثقافي (كتارا). وأدار الندوة الفنان الشاب عبدالرحمن المنصوري، بحضور المخرج فالح فايز، وتحدثت خلالها الأستاذة جليلة الفهدية مديرة إدارة المسارح في سلطنة عمان، حيث قالت من خلال تحليلها للنص: إن الفكرة العامة للنص رائعة، إضافةً إلى تميز الكاتب في طريقة طرحه لمثل هذه المواضيع الشائكة.
مشيرةً إلى أن شخصية خليل عززت فينا روح الوطنية وأبدت ملاحظتها حول المبالغة في الهدوء غير المنطقي بين الشخصيتين بالرغم من الظروف التي حصلت لهما، حيث كانت ردة فعل خليل هادئة وغير منطقية نوعًا ما، خاصةً من طرف الريم، والعزلة التي عاشتها الشخصيتان أثناء الحرب.
ولفتت الفهدية إلى أن وجود الدمى المعلقة على جدران البيت ترمز إلى الذكريات التي تجمع بين الزوجين، وقالت إن المخرج استخدم الإضاءة الحمراء للتدليل على الخطر الذي يحدق بالشخصيتين، مشيرةً إلى أن الأداء كان قويًا ومخارج الحروف كانت واضحة.

كما شهدت الندوة التي حضرها فريق العمل وجمهور المهرجان مداخلات من عدد من الفنانين والنقاد والحضور الذين قدموا بعض الملاحظات حول العمل المسرحي.
حيث قال الصحفي الكويتي مفرح الشمري: “اليوم” شاهدت عملاً فيه حوار صادق بين زوج وزوجته، ويحمل المعنى الحقيقي للمواطنة، والصمت أو الهدوء الذي تحدثت عنه الأستاذة جليلة الفهدية مطلوبٌ في نظري، لأن من كثرة الحروب يصاب المرء بحالةٍ من الصمت والهدوء، وهذا طبيعيٌ جدًا. وتوجه بالشكر لفرقة الدوحة المسرحية وللمخرج فالح فايز على العرض الذي قدم.
من جانبه قال الفنان علي ميرزا محمود: غياب الحركة في الفضاء المسرحي وانـحسار حركة الممثل في حيزٍ ضيق من خلال طاولة، بالإضافة إلى عدم التعامل مع السينوغرافيا والجو العام لخشبة المسرح، والمؤثرات الصوتية لم تكن بتلك القوة التي تحركنا ونـحن على خشبة المسرح. ولفت إلى أن هناك استسهالاً للعملية الإخراجية، ومؤكدًا أن أداء الممثلين كان مميزًا وفيه صدقٌ كبير.
وسلط الفنان سعد بورشيد ضوءًا في مداخلته على الأداء التمثيلي حيث قال: الأداء كان احترافيًا، وأنا تعلمت على يدي الفنان فالح فايز الأداء التمثيلي، إضافةً إلى احترافية الفنانة حنان صادق. وقال الفنان سالم ماجد: العمل فيه إبداع في الأداء، وهنأ المخرج فالح فايز على العمل المميز والأداء الجيد.
وعلق السينوغرافي عبدالله دسمال الكواري قائلًا: الفضاء الذي تتحرك فيه الشخصيتان كان ضيقًا، وما شاهدناه هو ديكور يعبر عن المكان، والكراتين لم تكن تمثل الجدار، وتدور قصة العمل الذي يحمل فكرة إنسانية حول زوج وزوجته يعيشان في سعادة، حيث يعمل الزوج صانع دمى، وتنبهه زوجته إلى أن الموطن الذي يعيشان فيه بدأت فيه الحرب والدمار، وتطلب منه أن يترك المكان كي لا يهلكا، فيرفض طلبها، ويصر على أن يظل في بيته وبلدته وبين دماه التي كان يعتبرها أبناءه، لأنه لم يرزق بأطفال.