ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي، أقيمت أمس الأول ندوة «المهرجانات المسرحية إلى أين؟» وهي الندوة الأخيرة ضمن فعاليات المهرجان، وشارك فيها الدكتور مرزوق بشير، والدكتور علي العنزي من دولة الكويت الشقيقة، وأدارها الإعلامي صالح غريب، واستمرت الندوة قرابة الساعة ونصف بمبنى 15 بالحي الثقافي كتارا وشهدت تفاعلاً ملحوظًا من المسرحيين الذين حضروا وشاركوا في الحديث، حول أزمات المهرجانات المسرحية، وسبل العمل على استمراريتها والاستفادة منها.
في بداية الندوة تقدم الدكتور مرزوق بشير بالشكر إلى وزارة الثقافة وإلى سعادة الوزير على عودة مهرجان الدوحة المسرحي مرةً أخرى، معبرًا عن سعادته الكبيرة بهذا الجمع الفني الذي عاد ليضيء سماء الحركة الفنية في قطر مرةً أخرى بعد انقطاع سنوات.
واستهل بشير حديثه عن موضوع الندوة مستعرضًا مراحل بداية وتطور المسرح بشكلٍ عام والمهرجانات المسرحية، مبينًا أن حدود مداخلته ستكون عن المهرجانات العربية الجماهيرية وليست المهرجانات الخاصة كمسرح الطفل والجامعة والشباب وغيرها لأن هذه المهرجانات لها طبيعتها ومعاييرها وأسلوبها الخاص.
وتحدث الدكتور مرزوق بشير عن بداية المسرح ونشأته عند الإغريق في القرن الخامس قبل الميلاد، لافتًا إلى أن هذه الفترة لم تعرف التفرقة بين كاتب النص ومخرجه، فقد كان المخرج هو من يكتب النص ويخرجه وينفذه ويقوم بكل شيء.
وأضاف أن المهرجانات لها أهمية كبيرة فهي تشبه البوصلة التي توجهنا نـحو ظهور مواهب جديدة وكذلك التلاحم والتجمعات الفنية التي تفيد الحركة بشكل عام.
واستطرد الدكتور بشير قائلاً: هناك بالطبع سلبيات للمهرجانات المسرحية، وسأسردها فيما يلي: فلقد أصبحت الفرق تبحث عن الفوز بالجوائز، كما أن هناك بذخ في التنظيم على حساب دعم الحركة المسرحية نفسها، فبدلاً من هذه التكاليف الكبيرة من الممكن أن يتم دعم الفرق والاستفادة بهذه الأموال التي تذهب في الأمور الشكلية التي لا فائدة منها.
وفي مداخلته توجه الدكتور علي العنزي بالشكر لوزارة الثقافة ومركز شؤون المسرح، على دعوته إلى هذا المهرجان والحدث الكبير والأول في الوطن العربي من حيث التأسيس والانطلاق، كما هنأ المسرحيين في قطر على عودة المهرجان، وحول موضوع الندوة فقال: فيما يتعلق بنطاق دراستنا للسؤال العميق الذي تحمله هذه الندوة، فأرى أن هناك تراجعًا في المهرجانات وشعبيتها، ولكن مهرجان قرطاج لا يزال رائجًا ومتميزًا.
وتابع: لا بد أن تكون هناك جولاتٍ مسرحية وفنية دولية في الأوطان العربية، فمنذ أوائل التسعينات ومع بعض الاستثناءات مثل تونس والمغرب مثلاً، أرى أن المشاركات في أغلب المهرجانات تتراوح بين أربع، إما مشاركة متواضعة أو دون المستوى، أو للمشاركة فقط، أو أنها شاركت ولم تضف شيئًا للحركة المسرحية.
واختتم العنزي حديثه قائلاً: لا أحب أن تكون المهرجانات العربية صورة لتجمع فني عربي شكلي ليس إلا، وأرى أن الأعمال المسرحية المضيئة تظهر خارج إطار المؤسسات الرسمية، لذا فلا بد أن يكون هناك توسيع في دائرة المتفرجين، والمهرجانات لا تساعد في توسيع دائرة المتفرجين، لابد من تقديم دراسات عن الجمهور وكيفية توسيع الدائرة، وقد علمت بأن هناك أرشفة رقمية في مركز شؤون المسرح، وهذا أمرٌ إيجابي جدًا وأشيد به وأحييهم على هذه الخطوة المهمة لحفظ تاريخ المسرح القطري.
وخلال مداخلات الحضور قال الفنان والمخرج سعد بورشيد: المهرجانات المسرحية مهمةٌ جدًا، وبقاءها واستمرارها رافدٌ حقيقي ومهمٌ لاستمرار الحركة الفنية في أي دولة
وتابع: نطالب الآن بالفعل بأن يتم تشكيل لجنة دائمة للمسرح وعودة اللجنة مرة أخرى، وتساءل لماذا تختفي العروض بعد انتهاء المهرجان؟، لماذا لا يستمر العرض ويقدم في مدن أخرى، وأماكن جديدة بالدولة ليتعرف ويشاهد الجمهور الذي لم يشاهده ونوسع من دائرة جمهور المسرح.
أما الفنان الشاب علي حسين فقال: السؤال الذي أطرحه على المسؤولين عن المهرجانات المسرحية في قطر، ما هي الخطة للدولة والهدف من المهرجان وكيف نستقطب الجمهور ويكون الجمهور متنوعًا؟، ما هي الإضافة للجمهور والمجتمع، لابد أن يكون له خطة استراتيجية واضحة، ماهو البعد الذي نبحث عنه ونريد أن نصل له؟.
فيما قالت الفنانة حنان صادق يجب أن نتحدث عن التطوير، فلابد بالفعل من استراتيجية لتطوير المهرجان المحلي بشكلٍ خاص ثم البحث عن مهرجانٍ كبير ودولي تنظمه الدوحة، وأرى المشكلة في استمرارية العروض المسرحية.. فمن خلال استمرارية العروض يمكن أن تغذي فكرة أن هناك مسرح، فعدم الاستمرارية يجعل الجمهور يتخلى عن المسرح.
وقال الفنان علي ميرزا محمود لابد أولاً أن نشكر الله على عودة المهرجان، ومن ثم نبحث عن استمراريته، وأرى أن النسخة القادمة من المهرجان سيكون بها تعديلات كثيرة وأمورٌ مستقبلية، تهدف إلى تطويره واستمراريته بالشكل الذي نتحدث جميعًا عنه، ولكن لابد من دعم إعلامي حقيقي، فيجب على وزارة الثقافة أن تدعوا الجهات الإعلامية كالإذاعة والتلفزيون والصحف وتضع أهمية كبرى توازي أهمية هذا المهرجان لكي يتعرف الجمهور ويسمع ويعلم بأن هناك مهرجانًا بالفعل تقام عروضه وفعالياته هذه الأيام ومن ثم يحضر ويتفاعل.
على الجانب الآخر استطاعت مسرحية «قصة حب دانة» وهي آخر عروض المهرجان، أن تنال رضا وإعجاب الجمهور بعد أداءٍ متميزٍ من بطلات العمل، فقد حصدت المسرحية تفاعلاً من الحضور، الذي تفاعل بشكلٍ واضح مع الأداء الرائع لبطلات العمل الذي كتبه وأخرجه حمد الرميحي، وشاركت في بطولته زينب علي، وفاطمة الشروقي، وهدى المالكي، والعنود الخوري.
المهرجانات المسرحية تحتاج للدعم
27 مارس, 2022
