أكدَ عددٌ من جمهور موسم الندوات أن استخدام اللهجات المحليّة بدلًا من الفصحى يؤدي إلى اتساع الهوة بيننا في مختلف الأقطار العربية، مُحذرين من خطورة اللهجات المحلية على اللغة العربية. وشددوا خلال مداخلاتهم عقب ندوة «هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟» على أهمية الاهتمام بالتعليم وأن يكون بلغة راقية وليس بلهجات مختلفة، ما يشتت ذهن الطالب.
في البداية قالَ سعادة الدكتور محمد صالح السادة: إن العامية في بلادنا العربية لم تأتِ بطريقة استعمارية. ولكنها نبتة طبيعية من لغتنا، متسائلًا عن كيفية تحقيق التكامل بين الفصحى والعامية. من جانبه قالَ الناقد الدكتور محمد عبدالرحيم كافود وزير التربية والتعليم الأسبق: القرن العشرون شهد توجهًا ضد اللغة العربية، وكانت مستهدفة، بحيث يتم استخدام اللهجات المحلية، ما يؤدي إلى اتساع الهوة بيننا في مختلف الأقطار العربية. اللهجات دخل بها الكثير من المصطلحات والصور التي تفتقد الفصحى، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم اعتمد كثيرًا من اللهجات ولم يعتمد لهجة قريش وحدها، حيث لم يتم إغفال لهجات منطقة شرق الجزيرة العربية التي كان منها كثير من الشعراء، محذرًا من خطورة اللهجات المحلية، والتي وصلت إلى مجال التعليم والذي له تأثيرٌ سلبي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن اللهجات جزء من الهوية وجزء من العربية ولكن لا بد من التحفظ على المفردات التي دخلت إلى العربية ولا تمتّ لها بصله بل تعتبر انفلاتًا عنها.
ومن جانبه تحدثَ الدكتور أحمد عبدالملك أستاذ الإعلام بكلية المجتمع، عن ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بمضمون اللغة العربية وأن تخلو النشرات الإخبارية من أية لهجاتٍ محلية، محذرًا من الأثر السلبي لاستخدام اللهجات المحلية على اللغة العربية، كما أشارَ إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم وأن يكون بلغةٍ راقية وليس بلهجاتٍ مختلفة.
وقالت إحدى المتحدثات: إن أولادنا أصبحوا يستخدمون الحروف الأجنبية في اللهجات، وهو ما يشكل خطورة أيضًا على العربية. كما تساءلت أخرى عن تأثير اللهجات في الترجمة ومدى إيصال الرسالة المقصودة.
وفي تعقيب للدكتور أحمد حاجي صفر، قالَ: إن اللغة العربية هي خزانٌ ثقافي لكل منطقةٍ على حدة، وهي حاضنة اجتماعيّة في كثير من المناهج الدراسيّة، ومن جانبه ذكرَ الدكتور إلياس عطا الله أن مهمة تعليم اللغة العربية ليست ملقاة على المعلم فقط، بل هي مسؤولية مُشتركة بين الإعلام والتعليم والأسرة.