تتواصل اليوم الأحد فعاليات موسم الندوات الذي تنظمه وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات. ويعد موسم الندوات الأول من نوعه في الدوحة، مستهدفًا إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية.
وتقام اليوم الندوة الثانية في سلسلة الندوات تحت عنوان.. «هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟».. وذلك في قاعة بن خلدون بجامعة قطر. وتتناول الندوة الأبعاد المختلفة للهجات العربية وارتباطها بالفصحى حيث يتحدث فيها كل من الدكتور محمد الرهاوي، والدكتور إلياس عطا الله، والدكتور عز الدين بوشيخي، والدكتور أحمد حاجي صفر.
والحديث عن اللغة الفصحى واللهجات هو حديث قديم جديد ومتجدد ولا يكاد ينتهي؛ نظرًا لتعدد وجهات النظر حولها، فمِن رافضٍ للهجات جملةً وتفصيلًا؛ لأنها تشكل خطرًا يهدد الفصحى حسب رأيه، إلى داعٍ إلى ترك الفصحى واعتماد العاميات لكونها أكثر استعمالًا في شؤون الحياة اليومية، وفي وسائل التواصل والأعمال الفنية التلفازية والمسرح وغير ذلك، إلى متوسطٍ بينهما وداع إلى لغة وسطى تجمع بين الفصحى والعاميات، يُتخلى فيها عن الإعراب ويعتمد التسكين وبعض الأصوات الشائعة في اللهجات، إلى داعٍ آخر إلى اعتماد الفصحى لغة للكتابة، والعاميات لغة للتواصل والتعبير، إلى غير ذلك من اتجاهات.
والسؤال الذي تدور حوله ندوتنا اليومَ هو «هل اللهجات المحلية مكملةٌ للفصحى» أم أنها على صدام معها وتشكل خطرًا فعليًا على وجودها؟ وإن كان هناك تكامل أو تصادم فما أوجه هذا التكامل أو التصادم؟ وإذا كان هناك تكامل بينهما فهل هو مطلق أم في مقامات محددة؟ ومتى تتكاملان؟ ومتى تتصادمان؟ ومتى تشكل اللهجات المحلية خطرًا فعليًا على الفصحى؟ ومتى تكون مكملة لها فعلاً؟ هذه الأسئلة وغيرها ستكون محاور الندوة وسيتم تخصيص وقتًا بحدود عشرين دقيقة لكل متحدث، ثم يفتح باب الأسئلة والمناقشة للجمهور. جديراً بالذكر أن موسم الندوات يتضمن ثماني ندوات على مدى أسبوعين، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع. وأقيمت أولى الندوات يوم الخميس الماضي تحت عنوان «الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج». وتسعى وزارة الثقافة من خلال «موسم الندوات» إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلًا عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين. وتسعى الوزارة من خلال هذه الندوات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها زيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم وفتح آفاق جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشـــــــات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفـة، والتركـيز على الفعاليات التـــي تلامس قضايــــا المجتمع الجوهـريـة، وتأمين نقاشات ومشاركات مثرية بين كل الأطراف، علاوةً على بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتـمع ودعــم الأنشــــطة والفعاليات الثقافية والفكرية وإقامة فعاليات لطرح الآراء والأفكار التي تسهم في خدمة المجتمع وإثراء المشهد الثقافي، والسعي إلى مدّ جسور التواصل مع قادة المستقبل ونخب المجتمع من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات. وحرصت الوزارة على أن تشمل قضايا فكرية تتعلق بالتراث والحاضر وبما يعزز هوية المجتمع. وتقام الفعاليات في كل من جامعة قطر، ومعهد الدوحة للأبحاث ودراسة السياسات، بمشاركة أكثر من 30 باحثًا وأستاذًا جامعيًا، وعدد من المختصين والإعلاميين.