تتواصل اليوم فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي الـ34 الذي يقام في الحي الثقافي «كتارا» تحت رعاية سعادة وزير الثقافة حتى تاريخ 27 مارس الجاري، ويعرض خلال فعالياته عروض الفرق الأهلية، بجانب عروض المسرح الجامعي «شبابنا على المسرح».
وشهد اليوم الثاني من المهرجان، أمس، عرض مسرحية «ما وراء سنتارا» لجامعة قطر، وهي من إعداد تميم راشد بورشيد وإخراج فيصل العذبة، وتمثيل منذر ثاني ومحمد يوسف الملا ومحمد علي الملا وعبدالله مبارك الهاجري وجاسم أحمد، وقد تفاعل الحضور بشكل كبير مع المبدعين الشباب الذي قدموا عرضًا مميزًا على خشبة مسرح الدراما بكتارا، فيما أعقب العرض المسرحي ندوة تطبيقية، شارك فيها كمتحدث الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، وقد عبر بعض المشاركين في المهرجان عن أهمية تلك الندوات التطبيقية التي تضيف للمشاركين وتعزز ثقافتهم المسرحية وخبراتهم.
وخلال الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض، قال الفنان غازي حسين: عودة المهرجان خطوة أسعدتنا وبعثت الحياة فينا من جديد لنتناقش حول تقديم الأفضل والأحسن للجمهور المتعطش لهذا المستوى من الفكر والأدب من مسرحنا القطري العريق الذي نعتز بأن يساهم فيه العديد من الكتاب والمخرجين والفنانين القطريين، كما توجه بالشكر إلى مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة، متمنيًا أن يستمر المهرجان المسرحي والعجلة بالعطاء.
وحول انطباعه عن العرض الأول من مهرجان «شبابنا على المسرح» قال: جهد كبير من المخرج إبراهيم لاري أن يتناول هذا النص الأدبي للكاتب الشهير برانديللو، الذي عرف عنه أنه تناول الكثير من القضايا، وهو أديب وكاتب قصة وروائي، وبعد أن أعتقد أنه نضج فكريًا تحول بشكل كبير إلى المسرح، خاصةً بعدما صارت الحرب العالمية الثانية، وكان له أسلوب جديد لفت أنظار جيله وخاصة الشباب في تلك الفترة، حيث خلق فكرة المسرح بأفكاره الإنسانية وتناقضاتها، واستطاع لاري أن يوظف بعض الممثلين الذين وجدت فيهم الموهبة الرائعة والتلقائية الجميلة التي دخلت إلى قلوبنا.
وأضاف أن الموضوع الفكري الذي يطرحه برانديللو يمثل وجهة النظر الأخرى، كأن يقحم شخصيات خيالية في النص ليعرضوا مشاكلهم بأنفسهم لأنهم أصدق تعبيرًا من الممثل الذي يتقمص الشخصية، وهذه خطوة فيها جرأة كبيرة جدًا.. ربما صاحب القضية يمكن أن يوصل قضيته للجمهور.
وتوجه بالشكر لمخرج عرض «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» إبراهيم لاري على حسن استغلاله للخشبة وإعداد ممثليه، وقال إنه يشجع كل جهد فني يبذله الفنان الذي يريد أن يوصل معلومة ويثبت وجوده، وطلب من الحضور أن يشجعوا كافة الشباب المسرحيين حتى يواصلوا المسيرة ويثبتوا ذواتهم في هذا المجال.
وعن عودة المهرجان وأهميته، قال الفنان سعد بورشيد إن استمرارية النشاط المسرحي تمثل دفعة قوية للشباب، كما تشجع المسرحيين على تقديم كل ما لديهم من إبداع، وأثنى على إشراك الشباب في المهرجان قائلًا: إن خوض الشباب منافسات بحضور قطاع كبير من الجمهور يكسبهم قدرًا كبيرًا من الثقة ويصقل خبراتهم، وأضاف: إن مثل تلك الفعاليات من شأنها أن تمثل رافدًا لميلاد مسرحيين كبار في المستقبل، كما أشاد بمشاركة قطاع كبير من الشباب من خلال دخول عدد أكبر من المعتاد من الجامعات للمنافسة. وأكد أنه وأبناء جيله حريصون على مشاهدة عروض أبنائهم من الشباب الذين يعبرون عن ثقافتهم، الأمر الذي يساهم في تشكيل شخصياتهم، وفي نهاية حديثه قدم شكره لوزارة الثقافة على ما بذلته من جهود كبيرة جمعت الشباب بطموحاتهم وما يمتلكونه من موهبة مع تركيز الضوء على إبداعات الفنانين الكبار.
بدورها، قالت مريم الحمادي، مدير إدارة الثقافة، إن وزارة الثقافة تسعى دائمًا لمساندة ودعم المسرحيين والمبدعين في قطر، ولفتت إلى أن فعاليات ملتقى كتاب الدراما ستبدأ في نفس المكان بكتارا عقب اختتام فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي 34.
وأكدت مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة أن المهرجان يؤكد على تنوع العمل الثقافي والمنتج الفكري والإبداع الذي تقدمه الوزارة للمجتمع، وأعربت عن سعادتها بالحراك الفني الذي تشهده تلك الاحتفالية، كما أشادت بحرص الفنانين على الحضور ومؤازرة الشباب، ووعدت جمهور وزارة الثقافة بالمزيد من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي من شأنها صنع حيوية فكرية في مجالات ثقافية مختلفة.
وعلى الجانب الآخر، أكد الفنان ناصر عبدالرضا أن هناك حالة من التفاؤل فيما يخص المسرح القطري، في الوقت نفسه أعرب عبدالرضا عن شكره لسعادة وزير الثقافة على إعادة المهرجان ليستعيد مكانته مرة أخرى كأقدم مهرجان في الخليج، كما تقدم بالشكر كذلك إلى مركز شؤون المسرح على تفاعله وتلبيته تطلعات المسرحيين، مبيناً أن عودة المهرجان بالشكل الذي يتم به هذا العام خطوة مهمة في الاتجاه السليم، لكنه تمنى أن يعود الأمر كما كان في السابق، حيث زيادة عدد العروض، وإشراك المؤسسات الخاصة، وزيادة حدة التنافس في مسابقة رسمية، واستقبال كبار المسرحيين في العالم العربي كضيوف للمهرجان.
مبدعو الجامعات يتألقون في «كتارا»
20 مارس, 2022