شهد مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) مساء أمس العرض المسرحي “وادي العميان” الذي قدمه طلبة جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، ضمن عروض مهرجان المسرح الجامعي (شبابنا على المسرح) الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح في إطار مهرجان الدوحة المسرحي الرابع والثلاثين. والمسرحية قصة قصيرة لهربرت جورج ويلز وهو من أهم أدباء الخيال العلمي في القرن الماضي.

أعد المسرحية وأخرجها أحمد العلي، ومساعد مخرج ومدير الإنتاج جميلة حمادة، وتمثيل: هنيدة بوشناق ( في دور أثيل)، وعبدالرحمن كساب (في دور ناجد)، وعبدالله فولادي (في دور شيبان)، وصبا أبو واصل (في دور مسؤولة الزراعة)، وعبدالرحمن هيدوس (في دور الطبيب)، وعبدالله الكواري (في دور ريبال) إلى جانب ممثلين آخرين.
وتدور أحداث المسرحية في واد ذي زرع يسكنه مجموعة من العميان، وفي يوم من الأيام سقط شاب كان يتسلق سفح الجبل وتدحرج عبر كثبان الثلج إلى طرف الوادي، وكانت تلك أول مرة يحل فيها شخص مبصر على سكان الوادي، وكان الشخص الغريب محل تساؤل وحيرة من الأهالي ومسؤولهم، وعندما حاول أن يشرح لهم حياة المبصرين عجزوا عن فهم ما كان يقول فاتهموه بالجنون وأودع السجن. فكر الشاب المبصر في حيلة حتى يخرج من السجن ويقنع أهالي الوادي بأنه المنقذ، والحكيم. وكشف لكبيرهم أنه يستطيع فعل ما لا يقدرون عليه، وبعد محاولات تمكن من أن يفتك السلطة من الأب، ويصبح حكيم القرية، فبطش بأهلها، وأخذ مالهم وخيراتهم، وفي أحد الايام تقدم لخطبة ابنة كبير العميان، فطلب والدها مشورة حكيم القرية الذي قال إن الشاب يجب أن يصاب بالعمى قبل أن يتزوج من الفتاة. وبعد محاولات باءت بالفشل رضخ الشاب لشرط حكيم القرية، ففقأوا عينيه، لتنتهي المسرحية برحيل الشاب الغريب تاركًا حبيبته وحيدة.
يستبطن العرض رمزية كان يمكن استثمارها في المعالجة الدرامية للنص، وتوظيفها بما يخدم العمل من ناحية الرسائل التي أراد المخرج أن يوصلها للجمهور، إلى جانب اللعب على المتضادات (الإبصار والعمى/ النهار والليل)، ووجود عبارات تندرج ضمن سياق الحكمة من قبيل (في بلد العميان يصير المبصر ملكًا) و(العالم داخل وادي العميان لا يختلف عن العالم خارجه) وغيرها..
في المقابل نجح المخرج في توظيف الإضاءة والديكور بما يخدم العمل، إلا أنه سقط في الرتابة والجمل الطويلة التي أضعفت العمل على مستوى الجمل الحوارية، مع وجود ضعف في الأداء والحركة على الخشبة، بما يدل على أن الممثلين لم يتدربوا بشكلٍ كافٍ على النص والأداء. ويظل العمل اجتهادًا من طلبة جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، يحتاجون الى دربة ومران على الأداء والحركة والاطلاع على النصوص والأعمال المسرحية حتى يتمكنوا من صقل موهبتهم والاستمرار في هذا المجال.