أشاد الحضور في ندوة الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج، أمس والتي جاءت ضمن موسم الندوات الذي أطلقته وزارة الثقافة، بفكرة موسم الندوات والذي تهدف من خلاله الوزارة إلى نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلًا عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين، وزيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم، وفتح آفاق جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفة .
ومن جانبه أشاد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة خلال حضورة للندوة بالنقاش الذي دار ما بين الحضور والمتحدثين، موضحًا أن هذا من شأنه أن يثري فكر المجتمع، مثنيًا على فكرة إقامة مثل هذه الندوات من جانب وزارة الثقافة.
وقال سعادته إنه يقدم الإنسانية على الهوية لأنه إذا ما كان هناك إنسانية لن يكون هناك هوية، مؤكدًا على ضرورة أن نعزز هذا المفهوم لدى أبنائنا منذ الصغر وهو أن الإنسانية لابد وأن تكون أولًا.
ومن جانبه قال سعادة السيد خالد بن غانم العلي، إن النقاش كان جيدًا وثريًا بين الحضور، مؤكدًا على أن موضوع الندوة وهو الهوية هام جدًا من زاوية كيفية وضع الإنسان إطارًا لنفسه لتقدمه في المستقبل، مؤكدًا على أن الإنسان لا يتخلى عن جذوره، ولكن لا يكون هذا غاية بالنسبة له بل لابد أن يجعله نقطة انطلاقة إلى الأمام.
وأضاف دكتور العلي أن الهوية مستويات وبحسب السياق التاريخي فإن كل فرد يكون في مستوى من مستويات الهوية.
وأثرت مداخلات المتحدثين الحضور في الندوة النقاش بصفة عامة، وبدورها، قالت الكاتبة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون والمدير العام للملتقى القطري للمؤلفين: إن المشاركة الكبيرة التي شهدتها الندوة تعكس مدى تأثير الهوية في المجتمع، لافتةً إلى أهمية ارتباط تعريف الهوية بالضمير «هو»، وتوقفت عند مداخلة الكاتب عبدالعزيز الخاطر. واصفةً إياها بأنها طرح مهم، تناول عمق الهوية.
ومن جانبها، رأت الباحثة حنان علي الشرشني أن هناك قلة في الدراسات المتعلقة بالهوية الخليجية، وبالأخص القطرية. وتساءلت عن سبب عدم تناول الهوية القطرية في العديد من الدراسات والأبحاث الأكاديمية، وهو التحدي الذي واجهها، أثناء إعدادها لأطروحة الدكتوراه.
غير أن الكاتب عبدالعزيز الخاطر رد بأن هناك العديد من الكتب الصادرة عن الهوية، ومنها ما كتبته الكاتبة بثينة الجناحي، بالإضافة إلى مقالاته المنشورة بالصحف.
وفي هذا السياق، قال د.حيدر سعيد إن الحديث عن تعريف الهوية لا يعني بالضرورة المطابقة بين الهوية الإنسانية، والأخرى المحلية، لافتًا إلى أن هناك إطارًا واسعًا لدراسة الهوية، وإطارها السياسي، مثمنًا هذه الندوة التي وصفها بأنها توفر فضاءً من النقاش الحر، وأن وجود هذا الفضاء أمر شديد الأهمية.
ومن جانبها، شددت الأستاذة إيمان السليطي على أهمية قبول الهوية الأخرى، وأن رفضها أو التقليل منها، سيفضي إلى العنصرية.
وأثار الحديث عن تعدد الهوية بعض الحضور، الذين حذروا من خطورة هدمها، وهو ما رد عليه الكاتب عبدالعزيز الخاطر بأنه لم يدع أبدًا إلى هدم الهويات، بقدر دعوته إلى أن تكون هناك هوية وسطى، وأنه يجب استئناف الهويات، وليس هدمها، مع ضرورة طرح الإمكان بتقبل الآخر.
وبدوره، تساءل الكاتب جاسم سلمان، عن الفرق بين الحضارة والثقافة، وما إذا كانت في الخليج الحضارة تنعكس على الآخر، مبديًا انـحيازه إلى اللغة كونها عنصرًا أساسيًا في تشكل الهوية.
وهو ما رد عليه الكاتب عبدالعزيز الخاطر بأن اللغة عامل مهم، وإن كانت ليست هدفًا في حد ذاته حتى لا تصبح هناك إشكالية، ولذلك فإنه يمكن اعتبارها أداة في تشكل الهوية.
ومن جانبه، تساءل الكاتب فواز الطيب عن كثرة الحديث عن الهوية دون ضوابط وآليات محددة، معرجًا الحديث عن العلاقة بين الهوية السياسية والبعد الثقافي، وهو ما رد عليه د.حيدر سعيد بأن الهوية السياسية لها بعد ثقافي، وأن الثقافة ليست هي المحدد للهوية السياسية.
ومن جانبها، قالت الأستاذة هنادي موسى زينل إن هناك وعيًا كبيرًا لدى الشباب القطري في الارتباط بهويته، لافتةً إلى أن هذه الشريحة أصبح لديها إقبال على القراءة، أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى إجراء الأبحاث والدراسات التاريخية، وتساءلت عن دور الاستقرار السياسي والمناخ الصحي، وكذلك دور التعليم في تأصيل الهوية.
إشـــادات بموســـم النــــدوات
20 مارس, 2022
