أكد سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة أن المسرح سيظل فنًا مؤثرًا في حياة الشعوب، منوهاً إلى أن المسرح القطري قد استطاع على امتداد نصف قرن من النشاط أن يؤثر في المشهد الثقافي وفي المجتمع القطري، حتى أصبح من أبرز الفنون قربًا إلى وجدان ووعي القطريين.

جاء ذلك بالتزامن مع المؤتمر الصحفي الذي عقده مركز شؤون المسرح أمس وكشف خلاله عن تفاصيل مهرجان الدوحة المسرحي المزمع انطلاق نسخته ال 34 خلال الفترة من 16 إلى 27 مارس الجاري على خشبة مسرح كتارا. حيث تحدث السيد عبدالرحيم الصديقي مدير عام مركز شؤون المسرح عن برنامج المهرجان الذي يشتمل هذا العام على 5 عروض للمسرح الجامعي تنتمي جميعها إلى فئة المسرحيات العالمية، و3 عروض للفرق المسرحية الأهلية، و3 ندوات رسمية، و8 ندوات تطبيقية، وعرض مسرحي خاص بعنوان «مسرح نجمة» من إنتاج شؤون المسرح، كما ستشهد الفعاليات الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمسرح والذي يأتي بالتزامن مع الاحتفاء بمرور 50 عامًا على نشأة المسرح القطري.

وأعلنَ السيد عبدالرحيم الصديقي مدير مركز شؤون المسرح، خلال المؤتمر الصحفي الذي احتضنه مسرح قطر الوطني أمس عن تفاصيل برنامج المهرجان، موضحًا أن افتتاح المهرجان سيكون في السادس عشر من مارس الجاري من خلال عرض مسرحية «ست شخصيّات تبحث عن مؤلف» لكلية المجتمع، فيما سيعرض في اليوم التالي مسرحية «ما وراء سنتارا» لجامعة قطر، وفي 18 مارس سيتم عرض مسرحية «الفيل يا ملك الزمان» لمعهد الدوحة للدراسات، ثم مسرحية «وادي العميان» لجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا في يوم 19 مارس، وفي اليوم الأخير لعروض مسرحيات الجامعات والموافق 20 مارس مسرحية سيتم عرض مسرحية «مجلس العدل» لجامعة الوسيل. وأشار إلى أن عروض الفرق المسرحية سيتم عرضُها في أعقاب مسرحيات الجامعات وستستهل عروضها يوم 22 مارس بمسرحية «الغبّه» لفرقة قطر المسرحية وهي من تأليف طالب الدوس وإخراج ناصر عبدالرضا، وفي يوم 24 مارس سيتم عرض مسرحية «صانع الدمى» لفرقة الدوحة المسرحية، من تأليف جمال عبدالله، وإخراج فالح فايز. بينما سيتم عرض مسرحية «قصة حب دانة» في يوم 26 مارس من تأليف وإخراج حمد الرميحي وهي من إنتاج فرقة الوطن المسرحية، ونوه الصديقي إلى أن كافة العروض سيتم عرضها على مسرح الدراما بكتارا، بينما سيتم تقديم الليلة الختامية والتي ستشهد توزيع الجوائز والاحتفال باليوم العالمي للمسرح المقرر له 27 مارس على مسرح الأوبرا بكتارا.

ندوات رسمية وتطبيقية:

وحول الفعاليات المُصاحبة للمهرجان، أوضح الصديقي أنه سيتم تقديم حزمة من الندوات تتضمن أوراقًا بحثية، إلى جانب ندوات تطبيقية ستعقب العروض، وستكون الندوات المصاحبة للمهرجان على النحو التالي: ندوة «المسرح القطري 50 عامًا»، ويقدمها كل من الدكتور حسن رشيد وعبد الله أحمد يوم 21 مارس، وفي يوم 23 مارس سيتم تقديم ندوة «قراءة في تجربة عبدالعزيز جاسم المسرحية»، وسيتحدث خلالها كل من الفنانين فالح فايز وسعد بورشيد، بينما سيتم تنظيم الندوة الثالثة يوم 25 مارس بعنوان «المهرجانات المسرحية إلى أين»، سيحاضر خلالها الدكتور مرزوق بشير والدكتور علي العنزي. وأوضح الصديقي أن لجنة تحكيم المهرجان تتكونُ من الدكتور أحمد عبدالملك رئيسًا، وكل من علي الحمادي، محمد الخليفي، محمد السني، هدية سعيد كأعضاء، كما سيستقبل المهرجان عددًا من الضيوف وهم د. علي العنزي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وجليلة الفهدية مديرة إدارة المسارح بعمان، ودكتور بهاء زهير أستاذ الفنون المسرحية بالمعهد العالي للفنون الجميلة بالعراق، مشيرًا إلى أن المهرجان سيشهد تكريم الفنان علي حسن، بالإضافة إلى تكريم رؤساء قسم المسرح السابقين وهم: محمد عواد، سالم ماجد المرزوقي، صالح المناعي، حمد الرميحي، سنان المسلماني، سعد بورشيد، وصلاح الملا مدير مركز شؤون المسرح السابق.

جوائز للفائزين:

أوضحَ مدير مركز شؤون المسرح أنه فيما يخص قسم المسرح الجامعي ستشتمل الجوائز على عناصر العمل المسرحي حيث ستنقسم إلى أفضل ممثل وأفضل ممثلة، وأفضل سينوغرافيا وأفضل إخراج، وأفضل عرض متكامل، أما فيما يخص الفرق الأهلية فسيتم توزيعها على أفضل ممثل دور أول وأفضل ممثلة دور أول وأفضل ممثل دور ثانٍ وأفضل ممثلة دور ثانٍ، بالإضافة إلى أفضل سينوغرافيا وأفضل نص مؤلف وأفضل مخرج، وأفضل عرض متكامل، على أن يتم توزيع جوائز قيمتها من 8 آلاف إلى 10 آلاف ريال للمشاركين في قسم المسرح الجامعي، وتقديم دروع للفائزين من الفرق الأهلية، وأوضح أن الدعم الذي تلقته الفرق الأهلية وصل إلى 200 ألف ريال للعرض.

أقدم مهرجان بالمنطقة

ومن جانبه أعربَ السيد تيسير عبد الله عن سعادته بعودة المهرجان بعد فترة توقف دامت 5 أعوام خاصة أنه يعد أول مهرجان أقيم في المنطقة حيث كان ذلك في عام 1978، وثمن الكاتب تيسير عبدالله دور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة في إعادة المهرجان مرة أخرى، ورعايته للحفل الختامي يوم ٢٧ مارس وهو اليوم العالمي للمسرح. وأكد عبدالله أن مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته المقبلة يهدف بالأساس إلى إعادة النشاط إلى الحركة المسرحية بعد فترة جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19»، وإتاحة الفرصة أمام المسرحيين كي يقدموا أفضل ما لديهم كتابًة وتمثيلًا وإخراجًا، بالإضافة إلى تقديم صورة مشرقة عن الحركة الثقافية في دولة قطر، وأكد على أن الفرق الأهلية قد أخذت وقتًا كافيًا للاستعداد قبل انطلاق المهرجان كما أن فرق الجامعات استعدت على نـحوٍ جيد بعد أن خاض أفرادها تجارب المشاركة بالعديد من الورش المسرحيّة.

أرشفة رقمية:

كشف عبد الرحمن الصديقي عن قيام المركز بأرشفة رقمية للإرث المسرحي، وهو الإرث الأرشيفي من سبعينيات القرن الماضي وحتى عام 2022، حيث تم تحويلُ أكثر من 350 مسرحية من أقراص وأشرطة كاسيت إلى مواد رقمية، وتم تحويل الصور والنصوص والبوسترات لكل الأعمال المسرحية القطرية إلى ملفات (ديجتال)، موضحًا أنه سيتم طرح منصة خاصة بالمركز تتضمن الإرث المسرحي القطري وسيكون أغلبه متاحًا للجميع. هذا وتأتي عودة المهرجان بعد أن كان سعادة وزير الثقافة قد التقى عدد من المسرحيين خلال ندوة أقيمت على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب الأخير، واستمع لأرائهم ومطالبهم بعودة المهرجان .