استضافَ مُلتقى المؤلِّفين التابع لوزارة الثقافة الكاتبَ فضل مُحمَّد الحميدان لمُناقشة كتابه «الدلالة وضوابط تطوُّر المعنى في المعجم»، وذلك في إطار مبادرة «كاتب وكتاب» وتزامنًا مع الاحتفال باليوم العربي للغة العربية الموافق للأول من مارس من كل عام.

وتأتي مُناقشةُ هذا الكتاب، التي أدارها الأستاذ صالح غريب مدير البرنامج بالملتقى، أيضًا ضمن مُواصلة برنامج الاحتفال باللغة العربية، الذي كان قد أطلقه المُلتقى منذ 18 ديسمبر الماضي، بالتَّعاون مع اللجنة الوطنيَّة القطريَّة للتربية والثقافة والعلوم.

من جانبه أوضحَ الكاتبُ فضل محمد الحميدان، في مداخلته، أنَّ أهمية هذا الكتاب تتجلى في جانبَين، أولهما تسليط الضوء على الدلالة المعجمية للمفردة العربية، وإظهار التباينات الدقيقة بين دلالاتها المركزية والهامشية، أما ثانيهما فيكمن في تقديم مادة تمكن القارئ العربي من فهم الآليات التي تتطوَّر بها دلالات الكلمة العربية، تاريخيًا واجتماعيًا.

ولفت إلى أنَّ هذا الكتاب جاءَ لدراسة الألفاظ التي تتطوَّر معانيها عبر الزمن، وبهذا فلا يمكن دراسة عمل أدبي تاريخي إلا في سياقه النثري، مفردة وتركيبًا ودلالة في ذلك العصر، مبينًا أنَّ الكثير من الألفاظ لها معنى أصلي مركزي، ومعنى هامشي إضافي تصل إليه بعد مرور الزمن، وتتعدد استخداماته.

ونوَّه الكاتبُ الحميدان بالجهود التي تبذلها قطر لإصدار معجم الدوحة التاريخي، وهو معجم يتقصى أصول الكلمات ومسارها التاريخي والتحولات التي شهدتها دلالاتها عبر التاريخ، مؤكدًا أنَّه لا يمكن قراءة النصوص التاريخية إلا بمعرفة دلالات ألفاظ تلك المرحلة ومعانيها، وذلك لضمان فهم النصوص بطريقة سليمة، ومن ثم تجاوز العديد من الإشكاليات المعرفية التي قد تواجه القارئ في تفسيرها. وبيَّن مؤلف كتاب «الدلالة وضوابط تطور المعنى في المعجم»، أن الترجمة لعبت دورًا كبيرًا في تطوير دلالة بعض المفردات بل تغييرها عن أصل معناها المركزي، ما أدَّى إلى ظهور مصطلحات جديدة مواكبة للتطورات في كافة المجالات.