توّجت وزارةُ الثقافة مُمثلة في مركز قطر للشعر «ديوان العرب» وبالتعاون مع جامعة قطر، أمس الطلابَ الفائزين بمسابقة «شاعر الجامعات» للعام 2022، وذلك بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، وبحضور سعادة الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر، والسيد غانم بن مبارك العلي مستشار وزير الثقافة، والسيد شبيب بن عرار النعيمي مُدير مركز قطر للشعر، وعدد من مسؤولي وزارة الثقافة والجامعات المشاركة وطلاب الجامعات وضيوف الحفل. وفي فئة الشعر الفصيح توّج بالمركز الأوّل الشاعر طاهر مختار حسن الطالب بمعهد الدوحة للدراسات العُليا، وحلّ ثانيًا الشاعر عبدالله إسماعيل أحمد، بينما جاء ثالثًا الشاعر عبد الودود ايده. وفي فئة الشعر النبطي فاز بالمركز الأوّل عبدالرحمن آل نومان، وبالمركز الثاني عيسى ناصر آل خليفة، وحلّ في المركز الثالث عبدالمحسن علي الهميمي. وبلغت قيمة جوائز المسابقة 180 ألف ريال قطري، حيث توّج صاحب المركز الأوّل في كل فئة بمبلغ 50 ألف ريال، وحصل الثاني على 25 ألف ريال، بينما حصل صاحب المركز الثالث على مبلغ 15 ألف ريال، من كل فئة.

أهداف سامية:

وفي هذا السياق، قال الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مُدير مركز قطر للشعر «ديوان العرب»: جاءَت مسابقة «شاعر الجامعات» استجابةً لأهدافٍ ساميةٍ تُحفِّزَ الإلهام وتَروي حُبَّ اللغةِ العربيّةِ بماءِ الشّعر في بواكير الشَّبابِ، وتحثُّهم على التنافُسِ وفَصاحةِ اللُّغةِ وتَقويمِ اللِّسانِ، ولم يُشترَطْ فيها أنْ يكونَ المتسابقُ من تخصُّصٍ مُعيَّنٍ، بل أُطلِقَ فيها الحبْلُ بقَبولِ كلِّ التخصُّصاتِ ممن يُجيدُ نسْجَ الشِّعرِ ويعرِفُ له حقَّهُ. وأضاف قائلاً: لقدْ أردْنا أنْ ينبتوا نباتًا حَسنًا في ظِلٍّ ظليلٍ، فجَنَيْنا السَّعادةَ ونـحنُ نرى ونسمع حضورهم المبهر وهم يُشاركونَ بإبداعاتهم في مَحْفِلِنا هذا. متوجهًا بالشكر لكلّ من ساهَمَ في إنجاح هذهِ المسابقةِ، من رُعاةٍ ومُنظِّمينَ وطلبةٍ وحُكّامٍ وحُضورٍ.

القيم النبيلة:

من جانبه تحدّث الشاعر علي المسعودي ممثلاً عن لجنة التحكيم بالمسابقة، حيث أعرب عن سعادته بالمستوى الذي ظهر به المُتسابقون من الشعراء، مؤكدًا على أن الموضوعات التي تم من خلالها نظم الأبيات ارتكزت على إظهار القيم النبيلة، وقال في هذا السياق: إنَّ أحسنَ الشعرِ ما دلّ على محاسنِ الخلُقِ ومكارمِ الآدابِ، وما جاءَ في مكانِه ووقتِه تمامًا، وأشار إلى القول القائل بأن رأس الأدبِ أنْ يعرفَ الرجلُ قدْرَه، ‏فلا يتجاوزُ الحدَّ الذي يليقُ به، ولا يتجاوز عليه أحدٌ بما لا يليقُ بهِ، ورأى أن هنا تكمن المكانةُ التي يجبُ أنْ يدورَ حولَها الشِّعْرُ، وأضاف: إن هذا هو ما سلكَتْهُ مسابقةُ شاعرِ الجامعاتِ برعاية سعادةِ الشيخِ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرجلِ الأديبِ الذي وصفه بكونه عارفًا لقدْر الشعرِ وقدْر أهلِه، وعلى ذلك يُعلي شأْنَ العلمِ، وبإدارةٍ فذَّةٍ من الشاعرِ شبيب بن عرار النعيمي.
الذي ينظرُ للشعر من منظورِ الأخلاقِ في بدْء الشعرِ وختامِه، كما قدّم المسعودي التحية لزملائه أعضاء لجنةِ التحكيمِ: محمد إبراهيم السادة، لحدان الكبيسي، مبارك آل خليفة، وزايد بن كروز، وقال: أُهنّئ مَنْ وصلَ إلى هذا المستوى المتقدِّمِ من الشُّعراءِ، وأدعو بالخيرِ لمنْ لم يكملْ من شعراء خرجُوا من المسابقةِ بنصفِ درجةٍ أو أقلَّ.

إنجاز كبير:

من جانبه قال طاهر مختار صاحب المركز الأوّل في الشعر الفصيح: أشارك للمرة الأولى في مسابقة «شاعر الجامعات»، وأعتبر هذا التتويج إنجازًا كبيرًا، خاصةً أني لست من الناطقين باللغة العربيّة. مضيفًا: اكتسبت الشعر عن موهبة، ولقد ساعدتني دراستي باللغة العربية كثيرًا على كتابة الشعر الفصيح. موضحًا أنه لم يكتشف موهبته الشعرية إلا في السنة الأولى من المرحلة الجامعية وحينها بدأ يواصل الكتابة بعد أن حفظ أعمالاً للكثير من عظماء الشعر الفصيح منهم المتنبي وأحمد شوقي.

تنظيم مميز:

بينما أعرب الشاعر عبد الرحمن آل نومان الحائز على المركز الأوّل في فئة الشعر النبطي عن سعادته لحصد تلك الجائزة التي أكسبتها وزارة الثقافة ثقلها من نابع الاهتمام الكبير الذي أولته لها، مؤكدًا أن التنظيم المميز والاهتمام الإعلامي حفّزا المتسابقين على تقديم أفضل ما لديهم، ولفت إلى أنه برغم المركز المتقدّم الذي حققه في مجال الشعر والذي تمثل في حصده الجائزة الأولى بتلك المسابقة الهامة إلا أنه يعدّ نفسه متذوقًا للشعر في المقام الأوّل، مُشيرًا إلى أن اهتمامه ينصبّ بصورة أكبر على المجال البحثي، وأبرز أن تلك المسابقة جعلته يكتشف في ذاته الكثير كما أكسبته العديد من الخبرات التي نالها من تعامله مع لجنة التحكيم وزملائه المُشاركين.