نظم الملتقى القطري للمؤلفين جلسة جديدة من برنامجه الموسوم بـ»حوار مع»، للحديث عن «صياغة الذهب التقليدية في قطر»، تحدث خلالها السيد محمد حسين الصايغ، الباحث في إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة.
وقال الصايغ، في الجلسة التي أدارها الدكتور علي عفيفي علي غازي الباحث في التاريخ، إن عملية تشكيل الذهب قديمًا في قطر، كانت تتم من خلال العملات الذهبية.. وكان يتم تذويبها وسحبها بالطرق التقليدية بالأسلاك والأرجل، وبالتالي يسهل تشكيل الحلية، بالإضافة إلى عمليات أخرى مثل الصهر، أو تشكيلها بواسطة مواد كيماوية.
وأشار إلى أن كل محل من محلات الذهب في البلاد قديمًا كان يحتوي على ورشة مصغرة لتصنيع الذهب من أجل تشكيل المصوغات والحلي، وتركزت في سوق واقف. لافتًا إلى أن التشكيلات التقليدية التي كان الصاغة وتجار الذهب يقومون بصياغتها حينئذ، تؤكد أنه كان هناك ذهب تقليدي في قطر. ونوه إلى أن الصائغ القطري كان يُعد تشكيلات مميزة من الذهب، منها ما هو على شكل حب الهيل، بالإضافة إلى تشكيلات أخرى على شكل الهلال أو النجمة، حيث يتم ارتداؤها فوق /البخنق/، وجميعها مستوحاة من البيئة القطرية، فضلًا عن وجود تشكيلات أخرى على شكل أسماك وأوراق الأشجار والورود، لافتًا إلى أن حلي المرأة القطرية كانت تمتد من الرأس إلى القدم.
وذكر أن النساء القطريات يحرصن حاليًا على اقتناء الذهب التقليدي في مناسبات الزواج فقط، وفي غير ذلك يعتمدن على تشكيلات الذهب الحديثة، بحكم تطورات العصر.
وبالنسبة لمدى ارتباط حركة بيع الذهب بصيد اللؤلؤ وتجارته، أكد الصايغ، أن الصاغة أنفسهم في القديم كانوا يشتغلون في صياغة الذهب، ولكن في الصيف كانوا يشاركون في موسم الغوص على اللؤلؤ، كبقية أفراد المجتمع القطري، كما أن بعضهم كانوا تجار لؤلؤ، موضحًا الارتباط الوثيق بين حركة الذهب واللؤلؤ.
وأضاف: كان يتم كذلك تشكيل بعض عقود اللؤلؤ الخالص، بالإضافة إلى المزج بين حبات اللؤلؤ مع الذهب في تشكيلات بعض حلي المرأة القطرية، وذلك بتركيب الذهب على حبات اللؤلؤ، وفي وقت من الأوقات يتم خرق اللؤلؤ، لتثبيت الذهب، مشيرًا إلى أنه كان يتم تشكيل عقد كامل من اللؤلؤ، مع مزجه بالذهب، وكانوا يستخدمون عندئذ الدانات، أي حبات اللؤلؤ الكبيرة، وأحيانًا الجمانات، أي حبات اللؤلؤ الصغيرة.