أقامتْ وزارةُ الثَّقافة ممثلةً في الملتقى القطري للمؤلفين حفلَ تدشين لكتاب «قراءات في خطابات حضرة صاحب السُّمو»، من إعداد سعادة السفير الدكتور عبدالعزيز الحر، والدكتور عماد عبداللطيف، والأستاذ سمير حسين البرغوثي، وقد صدر الكتاب عن المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية. وحاورت الأستاذةُ مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين مدير إدارة الثقافة والفنون، سعادةَ السفير حول محاور الكتاب، وأهمِّ ما جاء فيه في جلسة تمَّ بثُها عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ وقناة يوتيوب الخاصَّة بالملتقى.
من جانبه، قالَ سعادةُ السفير: إنَّ دستور دولة قطر هو المرجعية وأن خطابات صاحب السُموِّ تعتبر بمثابة الموجهات للجهاز التنفيذي للدولة لتبني مجموعة من القيم والتوجهات والقضايا الاستراتيجية في كافة المجالات. وأضاف: إنَّه من خلال تحليل خطابات صاحب السُّموِّ في مجلس الشورى اتضح أنَّ الرسالة الأولى تكون موجهة للداخل، وخطابات في الأمم المتحدة والجمعية العامة تكونُ رسائل للخارج، وحتى بعض خطابات مجلس الشورى، يمكن أن تكون موجَّهة للخارج وتتطرق للعديد من القضايا والمبادئ الأساسية في السياسة الخارجية القطرية. وأوضح أنَّ الكتاب هو دراسةٌ تحليليةٌ لخطابات صاحب السُّموِّ منذ تولِّيه مقاليد الحكم سنة 2013 حتى آخر خطاب أمام مجلس الشورى المنتخب في 2021، وقد تم تحليل الخطابات بطريقة موضوعية لمعرفة الرسائل الرئيسية في الخطابات، وتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام أساسية تتكلم عن ثلاث قضايا أساسية: ركَّز القسم الأول على المواطن والوطن والعالم، وفي القسم الثاني تمَّ وضع كلمات مِفتاحية لكل خطاب، وتحت كل عنوان رئيسي عناوينُ فرعيةٌ تناولها الخطاب، والجزء الأخير هو مدونة لمتن الخطابات تكون مرجعًا للباحثين والمهتمين للرجوع للخطابات نفسها.
وأضافَ سعادةُ د.عبد العزيز: إنَّ مختلف الخطابات كانت حيّة تواكب كلَّ مرحلة من المراحل وتتعامل مع مختلف القضايا الآنية والاستراتيجية في نفس الوقت، وهو ما يجعل الخطابات موجهات آنيَّة ومستقبلية إضافة إلى كونها مبنية على دروس مستفادة من تجارب سابقة. ونوَّه إلى أنَّ خطابات صاحب السُّموِّ تختلف عن خطابات الكثير من السياسيين والقادة كونها ممتلئة بالجانب القيمي التنموي والحضاري، وبالاستشهادات القرآنية وبالأحاديث النبوية والأمثلة الشعبية التي يستخدمها، لتعزيز قيمة معينة أو تأكيد قضية معينة، وأكمل قائلًا: إنَّ المفردات التي يستخدمها حضرةُ صاحب السُّموِّ حددت علاقات وولاءات قطر في الدوائر الأوسع منها، وأيضًا تحدَّث عن المُواطن والمقيم في دولة قطر خاصةً في فترة الحصار، وقد أثبتوا وقوفَهم وراء القيادة خلال الأزمة واعترفوا بفضل الدولة عليهم، وهو ما ساعدَ القيادة على اجتياز هذا الامتحان الصعب.
وأضافَ سعادةُ الدكتور عبد العزيز: إنَّ خطابات صاحب السُموّ كشفت مواقف قطر من العديد من القضايا على غرار القضية الفلسطينية، وقضية الإرهاب وقضايا حقوق الإنسان وفي الأمن الإقليمي، وهو ما يبين وجود سردية ثابتة حول هذه القضايا، سواء: إقليمية، عربية، إسلامية أو دولية، مشيرًا إلى أن الخطابات فيها الكثير من الجرأة والقوة والشفافية التي تظهر قطر دولة ذات سيادة واستقلالية من بينها خطاب عن ضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة وبناء نظام أمني جديد وشامل للمنطقة.
وواصلَ الحديثَ عن فحوى خطابات صاحب السُّموِّ التي تمَّ تحليلُها قائلًا: الخطابات تحدثت بإسهاب عن رؤية 2030 واستحقاقات الرؤية والتوقعات من المواطن والقطاع الخاص، ووجهات الدولة المختلفة ومن يقرأ الخطابات يمكنه أن يتبين منهج العمل لكل المستويات، وهو ما يجعل من الكتاب منهجًا أساسيًا لإعداد الدبلوماسيين في وزارة الخارجية.