تنطلق يوم الاثنين المقبل، المرحلة الرابعة من مسابقة “شاعر الجامعات”، والتي تنظمها وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر “ديوان العرب”، لتنتقل بذلك المسابقة إلى مرحلة جديدة، تضع المتنافسين فيها أمام تحديات عدة، إذ إنها ستؤهل 6 شعراء من المتنافسين فيها إلى مرحلة التتويج، وذلك في فئتيها النبطي والفصيح.
وللوقوف على أهم ما يميز المرحلة المرتقبة، تحدث الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر “ديوان العرب”، عن أهم ما يميز ذات المرحلة، والدعم الذي سيحظى به الشعراء الفائزون فيها من جانب “ديوان العرب”، علاوة على المتنافسين الآخرين، الذين لم يحالفهم التوفيق في التأهل للمراحل المتقدمة، وظهر من بينهم شعراء على مستوى إبداعي لافت.
كما تحدث الشاعر شبيب بن عرار النعيمي عن أهم مخرجات المسابقة، والمشاريع الإبداعية الأخرى، التي يعتزم مركز قطر للشعر الدفع بها إلى الساحة الأدبية، لإثراء المشهد الشعري بالدولة، بالإضافة إلى جوانب أخرى، جاءت على النحو التالي:

*ما الأهمية التي تكتسبها المرحلة الرابعة من مسابقة “شاعر الجامعات”، بما يجعلها متمايزة عما سبقها من مراحل؟

**بداية، وكما هو معروف فإن مسابقة “شاعر الجامعات” 2022 تقيمها وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر “ديوان العرب”، بالتعاون مع جامعة قطر، وتتوجه إلى طلاب الجامعات والكليات المدنية والعسكرية، وتحظى هذه المسابقة بدعم ورعاية كبيرة من وزارة الثقافة، حيث نعمل وفق استراتيجيتها.
ولاشك أن هناك استعدادات قوية لإقامة المرحلة الرابعة من المسابقة، والتي ستنطلق يوم الإثنين المقبل، حيث تكتسب هذه المرحلة أهمية خاصة، إذ أنه سيتبارى فيها 12 شاعرًا في فئتي الشعر النبطي والفصيح، تمهيدًا لتأهيل 6 منهم إلى مرحلة التتويج، ليتم اختيار ثلاثة فائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في كل من فئتي المسابقة.
ومن الأهمية التي تكتسبها المرحلة المشار إليها أن المقاييس تختلف فيها تمامًا عما كانت عليه المراحل الثلاث الأولى، حيث كانت المرحلة الأولى بمثابة مرحلة استقبال وفرز الأعمال المقدمة من الشعراء، بعد تقييمها من لجنة التحكيم، ثم تلتها المرحلة الثانية، والتي تسلم خلالها المتأهلون من الشعراء موضوعات، قاموا بعدها بنظم أبيات شعرية حولها، إلى أن تلتها المرحلة اللاحقة، وهي الثالثة، وكان الارتجال أهم ما يميزها، بالإضافة إلى إلقاء الشعراء لقصائدهم الأساسية أمام لجنة التحكيم، لتأتي المرحلة الرابعة أكثر فرزًا لمستويات الشعراء المتأهلين إليها.

آفاق شعرية

*وما طبيعة المنافسة التي ستشهدها المرحلة الرابعة بين الشعراء المتسابقين؟

** هذه المرحلة ستكون بمثابة محك كبير أمام الشعراء المتأهلين إليها من الأخرى التي سبقتها، إذ أنها ستقودنا إلى الشعراء من أصحاب الملكات الشعرية القوية، القادرة على المنافسة، والتأهل إلى مرحلة التتويج، والمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى في كل من فئتي المسابقة، سواء في فئة الشعر النبطي أو الفصيح.
وعلى هذا الأساس، سوف يتبارى الشعراء المتأهلون في المرحلة الرابعة على موضوعات معرفية وثقافية، تدور أبياتهم الشعرية حولها، لتوسيع آفاقهم الشعرية وعليه فسوف تدور قصائد المتسابقين في فرع الشعر النبطي حول شخصية الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، انطلاقًا من قيمنا الإسلامية، بينما ستدور قصائد الشعراء الآخرين في فرع الشعر الفصيح، حول الشاعرة الخنساء، لما تمثله من عمق ثقافي متجذر في مشهدنا الأدبي في العالم العربي، بكل ما تعكسه قصائدها من موروث، ما زال حاضرًا في مشهدنا الشعري.

*وما توصيفك لطبيعة المنافسة بين الشعراء المتسابقين في “شاعر الجامعات”؟

**إنها منافسات قوية للغاية، إذ أفرت المسابقة مواهب شعرية مبهرة، وذلك من خلال متابعتي لجميع مراحل المسابقة، وهذه المواهب عكست مستويات شعرية كبيرة بين الطلاب المشاركين، بما يؤكد أن المتسابقين ينتظرهم مستقبل شعري واعد، يحمل الكثير من المفاجآت، وأنه ما زال في جعبتهم الكثير مما يمكن تقديمه للساحة الشعرية، على المستويين النبطي والفصيح.

*ما دام الأمر كذلك، فهل هناك توجه للاستفادة من هذه المواهب، حتى من بين الذين لم يتم تأهيلهم للتتويج؟

**بالطبع، هناك توجه لدينا في “ديوان العرب” للاستفادة من كل هذه المواهب الشعرية، حتى ممن لم يصلوا إلى مرحلة التتويج، أو المرحلة الرابعة، لأننا لمسنا مستويات شعرية واعدة، ولا ننسى أن هؤلاء ما زالوا صغار السن، وأنهم طلاب في الجامعات والكليات، سواء المدنية أو العسكرية، وعليه فإن مواهبهم هذه يمكن أن تؤهلهم ليكونوا نجومًا في المستقبل القريب.

رعاية النجوم

*وهل لديكم اتجاه في “ديوان العرب” لرعاية ودعاية هؤلاء النجوم المفترضين؟

**بالفعل، هناك اتجاه لدينا تجاه ذلك، إذ سنعمل في مركز قطر للشعر على رعاية هؤلاء النجوم، وتقديم كافة أشكال الدعم لهم، من حضور عبر منصات “ديوان العرب”، وكذلك إصدار قصائدهم وأعمالهم الشعرية، إلى غير ذلك من أشكال الدعم والرعاية، ليقفوا على أقدام شعرية ثابتة، يستطيعون من خلالها إثراء الساحة الأدبية، وخاصة الشعرية.
وهنا، أؤكد أنني على المستوى الشخصي أعمل على اكتشاف المواهب الشعرية، وهذا أحد أهدافي التي أسعى إلى تحقيقها، والعمل عليها، ولذلك أعمل وفق هذا الهدف، ليكون لهؤلاء الشعراء – سواء الذين تأهلوا أو لم يتأهلوا – حضورهم الشعري في الساحة الشعرية القطرية، ورافدًا أصيلًا لثرائها.

*وهل سيكون هناك توثيق لهذه المسابقة، بكل ما أفرزه الشعراء من قصائد وأعمال شعرية؟

**نعم، هناك توثيق لهذه المسابقة، ضمن أحد مخرجاتها، والتي نـحرص من خلالها – كما ذكرت- على صقل المواهب بأعلى نسبة من الإبداع والنجومية، وسوف يتم طبع القصائد التي ألقاها الشعراء في كتاب، ولا ننسى أن هناك تغطيات إعلامية مميزة لهذه المسابقة، من جانب المنصات الصحفية والإعلامية والرقمية، وهو الأمر الذي يعد توثيقًا لهذه المسابقة المميزة، بكل ما تحمله من أهداف، وإقامتها وفق قيم مجتمعية ثقافية، للعمل على ترسيخها في المجتمع، عبر إنتاج شعري بارز.

ختام المسابقة

*ماذا عن شكل ختام المسابقة، بما يجعله متمايزًا عن ختام نسختي المسابقة الماضيتين؟

**نعد الجميع بأن يكون حفل ختام مسابقة “شاعر الجامعات” 2022 ختامًا مميزًا، يليق بهذه المنصة الشعرية، بكل ما تسعى إليه من تنمية للمواهب الشعرية الشبابية بين طلاب الجامعات والكليات العسكرية والمدنية.

*كان هناك مقترح بإقامة مسابقة مماثلة لشاعرات الجامعات، فهل هذا المقترح ما زال قائمًا؟

**بالفعل، هذا المقترح ما زال قائمًا، ولا ننسى أنه كانت لدينا العديد من الفعاليات التي كنا نتوجه بها لدعم الشاعرات، مثل الأصبوحة الشعرية، وإصدار دواوين شعرية لشاعرات، بالإضافة إلى إقامة أمسيات لشاعرات أيضاً، وهذا كله يأتي ضمن مشاريع عديدة لمركز قطر للشعر “ديوان العرب”، نعتزم الدفع بها إلى الساحة الشعرية، بما يثريها بإبداعات خلاقة ومميزة، تعكس مكانة الشعر والشعراء في المجتمع.

مسابقة “نظرة”

*على خلفية مسابقة “نظرة”، والتي ينظمها المركز بلغات عالمية، هل ستواصلون ذات المسابقة، وتوجه بها إلى الشعراء بلغات عالمية جديدة؟

**نعم، مسابقة “نظرة” ما زالت متواصلة، وسوف يتم الإعلان عن جديدها قريبًا، وكما هو معروف، فإن شعار هذه المسابقة أنها (شهرية، محلية، عربية، عالمية)، وتأتي في إطار جهود “ديوان العرب”، لإثراء المشهد الشعري بالدولة، والعمل على رعايته ضمن منصاته الرقمية، بالإضافة إلى الانفتاح على المشهد الشعري في دول العالم، على خلفية حرصها على أن تتوجه بلغات عالمية مختلفة.