انطلقت أمس -الأحد- فعاليات المرحلة الثانية من مسابقة شاعر الجامعات التي تقيمها وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر «ديوان العرب» بالتعاون مع جامعة قطر، وتستهدف الشباب من الكليات المدنية والعسكرية والمزمع أن تستمر حتى شهر مارس المقبل في جامعة قطر، وسيتم الإعلان اليوم الاثنين عن تصفيات المرحلة الثانية عبر الحسابات الخاصة بالوزارة وديوان العرب، ومن المزمع انطلاق المرحلة الثالثة في تاريخ 13 الجاري.
وتقام مسابقة شاعر الجامعات في فئتَي الشعر النبطي، والفصيح. وهي مُتاحة لطلبة الجامعات والكليات المدنية والعسكرية من مواطنين ومقيمين. وتبلغ قيمة جوائز المسابقة 180 ألف ريال قطري للشعر الفصيح والنبطي، حيث يحصل صاحب المركز الأول على مبلغ 50000 ريال، والثاني على 25000 ريال، بينما ينال صاحب المركز الثالث مبلغ 15000 ريال من كل فئة.
وتأتي هذه المسابقة في إطار الحرص على إثراء الحركة الشعرية في دولة قطر، وذلك بين صفوف طلاب الجامعات والكليات العسكرية والمدنية، إيمانًا من مركز قطر للشعر بدعم المواهب الشعرية وتهيئة الأجواء الأدبية المناسبة للشعراء لإثراء الساحة بإبداعاتهم.
من جانبه صرح السيد لحدان صباح الكبيسي أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة شاعر الجامعات قائلًا: إن المرحلة الثانية من المسابقة تعد اختبارًا ثانيًا للشعراء وتصفية للمرحلة الثالثة، مشيرًا إلى أن مستويات الشعراء المشاركين جيدة جدًا ومتقاربة في فئة الفصيح ولذلك سوف تكون المنافسة في المرحلة المقبلة قوية جدًا، خاصة أن جميع الشعراء المشاركين متحمسون ومستعدون جيدًا. وأضاف الكبيسي: من الأشياء المميزة التي رصدناها في تلك النسخة من المسابقة هو مشاركة شعراء فصحى غير عرب من بلاد مثل نيجيريا وبنجلاديش وباكستان ولكنهم في الوقت نفسه أقوياء جدًا في الشعر الفصيح، ما يشير إلى أن تلك المسابقة أفرزت مواهب مميزة في الشعر من بين طلاب الجامعات. وأكد الكبيسي أن أي مشارك في تلك المسابقة -بغض النظر عن فوزه أو تأهله للمراحل المتقدمة- بطبيعة الحال هو فائز ومستفيد كونه شارك وعزز مهاراته الشعرية واستفاد من النقد ومن زملائه المشاركين.
فيما قال علي المسعودي أحد أعضاء لجنة التحكيم في المسابقة: إن المرحلة الثانية تميزت بقوة المنافسة، خاصة في فئة الشعر الفصيح وشهدت مشاركة جنسيات كثيرة من غير العرب وشاهدنا كيف أنهم متمكنون وكانت مفاجأة للجنة التحكيم أن يقدم هؤلاء مشاركات متميزة جدًا، مشيرًا إلى أن هذه النسخة شهدت مشاركة أسماء جديدة لم يُسمع عنها من قبل، واللافت للنظر أن مستوى النقاش لديهم عال جدًا ورائع. وأضاف المسعودي أن الشيء الجديد أيضًا أن هؤلاء المشاركين لا يدرسون تخصصات أدبية بل إنهم يدرسون تخصصات علمية مثل الهندسة وغيرها، وتلك كانت مفاجأة للجنة التحكيم، وأشار إلى أنه من الملاحظات التي رصدها أن الإلقاء لدى شعراء العامية عالٍ وذلك لتأثرهم بالشعراء المحدثين في الإلقاء بحسب توصيفه. وقال المسعودي: إن عدد المشاركين من طلاب الجامعات في المسابقة ممتاز، حيث يشارك طلاب من كافة الجامعات والكليات في قطر وهذا شيء جيد، كما أن مستوى النقاش مع لجنة التحكيم كان متميزًا جدًا في طرق بعض العيوب الشعرية.
ويذكر أن مسابقة شاعر الجامعات تقوم على قيم مجتمعية ثقافية أدبية تعمل على ترسيخ هذه القيم في إبداعات الشعراء ونتاجهم الشعري، وتفعيل دورهم في قضايا المجتمع عامة، حيث إن آلية المسابقة تعتمد على تقييم لجنة التحكيم للشعراء على بعض من القصائد للوصول إلى مرحلة الـ 24 ومنها تتم الانطلاقة بقصيدة أساسية وأبيات ارتجالية حتى الوصول إلى مرحلة الختام، وقد وضعت هذه الآلية حرصًا على صقل المواهب الشعرية وإبراز مخرجات المسابقة بأعلى نسبة من الإبداع والنجومية.