طلبة جامعيون جمعهم حب الكلمة الموزونة والمقفّاة.. تعدّدت انتماءاتهم من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة، لكنّ حبّ لغة الضاد وحّدهم، تقاطروا صباح اليوم، بالعشرات على جامعة قطر من أجل المشاركة في مسابقة شاعر الجامعات التي تنظمها وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر -ديوان العرب، بالتعاون مع جامعة قطر والجامعات والكليات المدنية والعسكرية، في فئتي الشعر الفصيح والشعر النبطي وتستمر حتى مارس المقبل.

وأشار السيد شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر إلى أن ” الإقبال كبير على مسابقة شاعر الجامعات في يومها الأول الذي يخصص لمقابلة الشعراء المشاركين من قبل لجنة التحكيم من أجل الفرز ورؤية من يستحق التأهل إلى المرحلة القادمة”.

ونوّه النعيمي، إلى أن أول شرط للقبول من أجل اجتياز المرحلة الأولى، هو التوفر على عنصر الشاعرية لدى المشارك، والتي تؤهله وتمكنه في التدرج في مراحل المسابقة، وصولًا إلى المرحلة النهائية.

وأضاف: إن آلية المسابقة تعتمد على تقييم لجنة التحكيم للشعراء المشاركين على قصائد تطلب منهم، إلى أن يتم الوصول لمرحلة الـ24 مشاركًا، ومنها تتم الانطلاقة بقصيدة أساسية وأبيات ارتجالية حتى الوصول إلى مرحلة الختام.

وأوضح أنه سيتم تحديد موضوع لكل مرحلة من المراحل الأربع التي ستعمل المسابقة من خلالها، على أن يتأهل في المرحلة الأخيرة 6 شعراء، بواقع 3 من النبطي و3 من الفصيح للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى في المسابقة.

من جهته، أعرب الشاعر محمد إبراهيم السادة، عضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر الجامعات عن أمله أن يخرج من خلال هذه النسخة من المسابقة جيل جديد من الشعراء الشباب، مبديًا في الآن ذاته، إعجابه بعدد من قصائد الشعراء المشاركين.

وحول الجمع بين الشعر الفصيح والنبطي في المسابقة، قال السادة: “لا شك أن الشعر النبطي له أوزانه وشعراؤه ومحبوه.. كما أن القصيدة الفصيحة، ليس الوزن والقافية هو من يعطيها قيمتها، بل إن الصورة الشاعرية والمعنى العميق للقصيدة، هو ما يعطيها عمقًا وبُعداً آخر”.

وبخصوص ما إذا كان هناك توجيه للشعراء المشاركين بنظم قصائد في أغراض معينة، لفت محمد السادة، إلى أن مسابقة شاعر الجامعات ليست متخصصة مثل جائزة /شاعر الرسول/ المتخصصة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بل تجمع كل الأغراض سواء في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، أو القصائد الوطنية، أو قصائد وجدانية وغير ذلك من الأغراض.

بدوره، قال الشاعر زايد كروز، عضو لجنة التحكيم بالمسابقة إن عددًا من الشعراء كانوا يتهيّبون من المشاركة في مسابقة شاعر الجامعات، لكن مع نجاح المسابقة في نسختيها الماضيتين، أعطى دافعًا قويًا لهم من أجل التقدم والتنافس على اللقب، خصوصًا مدى النجومية الذي أعطته المسابقة للفائزين.

وأوضح كروز أن اللجنة المنظمة من خلال النسخة الثالثة للمسابقة، تخطو خطوات هامة من أجل التطوير والمضي بها قدمًا إلى مستوى أعلى من خلال وسائل الإعلام القطرية التي تزيدها إشعاعًا.

 

ومن الشعراء الذين جاؤوا للمنافسة على اللقب، الشاعر مسعود آل شعفول المري، الذي سيدخل غمار المنافسة في فئة الشعر النبطي بالمسابقة.

وأشار مسعود إلى أن مركز ديوان العرب الذي ينظم المسابقة بالتعاون مع جامعة قطر، هو الداعم للساحة الشعرية في قطر سواء من خلال هذه المسابقة أو غيرها من المسابقات التي ينظمها أو يشرف عليها.

وأوضح مسعود المري أنه سيشارك بقصيدة عن اللاجئين، راجيًا أن تنال ثقة لجنة التحكيم، وتصل إلى الجميع.

وذكر أن الساحة الشعرية في قطر تحفل بالشعراء في “النبطي” وأكثرهم مبدعون، وأن تأثره ليس بشاعر معين، بقدر ما هو تأثّرٌ بالقصيدة الجزلة القوية التي تمكث في الأرض وتتناقلها الألسن.

بدوره، يرى الشاعر محمد ناصر المري، أن النسخة الحالية من مسابقة شاعر الجامعات مبادرة تخدم الشعر والشعراء بشكل عام، وفيها روح المنافسة، وإثبات الشاعرية للشاعر.

ولم يكشف محمد ناصر عن القصيدة أو غرضها التي سيشارك بها.

وأوضح محمد ناصر أن لكل فئة من فئات الشعر، سواء النبطي أو الفصيح، جمهورها الخاص، حيث إن الساحة تحفل بالشعراء اللامعين، منوهًا إلى أن “فن الشيلات” والتغني بالقصائد، قرّبها من عامة الناس، حيث إن الكلمة العذبة عندما تمتزج مع اللحن الجميل، تساهم في انتشارها، فضلًا عن “فن المحاورة” الذي يبرز موهبة الشاعر وسرعة بديهته.

ومن الشعراء الشباب الذين يحدوهم الأمل في تحقيق نتيجة إيجابية في مسار المسابقة، عبدالملك محسن رابح من اليمن، الذي يرى أن المسابقة محفزة للشعراء الشباب، وأنه عندما اطلع عليها وعلى تفاصيلها نظم قصيدة عن الفخر بالأجداد والأنساب.

وأوضح عبدالملك رابح أن الافتخار بالأنساب والأجداد من أسباب تفتت الأمة، مشيرًا إلى أن قصيدته هي دعوة للتمسك بالمحجة البيضاء التي تركنا عليها الرسول عليه الصلاة والسلام.

ودأب رابح على نظم الشعر وخوض بحوره ما مكّنه من التعبير عن مكنوناته الداخلية.

وجاء الطالب طاهر مختار حسن، الذي تسلّح بحبّه للقصيدة “الخليلية”، ليسمع قوافيه للجنة التحكيم أملًا في انتزاع إعجابهم والمضي قدمًا نـحو المرحلة النهائية للمسابقة.

وقال طاهر حسن من نيجيريا إنه ينظم الشعر منذ سنته الأولى في الجامعة، حيث يقرأ لكبار الشعراء العرب قديمهم وحديثهم، من قبيل “أبو الطيب المتنبي”، و”أحمد شوقي” و”حافظ إبراهيم” وغيرهم.

ولفت إلى أنه استشفّ الشعر أيضًا من شعراء نيجيريين محليين أمثال “محمد بيلّو” و”عثمان بن فودي” و”علي مصطفى لون”.

جدير بالذكر، أن لجنة التحكيم تتألف من الشعراء: محمد إبراهيم السادة، زايد كروز، علي المسعودي، لحدان صباح الكبيسي، ومبارك آل خليفة.

وتبلغ قيمة جوائز المسابقة 180 ألف ريال قطري، حيث سيحصل صاحب المركز الأول على مبلغ 50 ألف ريال، والثاني على 25 ألف ريال، بينما ينال صاحب المركز الثالث مبلغ 15 ألف ريال من كل فئة.

وتأتي هذه المسابقة في إطار الحرص على إثراء الحركة الشعرية في دولة قطر بين صفوف طلاب الجامعات والكليات العسكرية والمدنية، إيمانا من مركز قطر للشعر بدعم المواهب الشعرية، وتهيئة الأجواء الأدبية المناسبة للشعراء لإثراء الساحة بإبداعاتهم.