شهد معرض الدوحة للكتاب ندوة بعنوان «تسجيل الملفات المشتركة في القائمة التمثيلية للتراث الإنساني غير المادي في اليونسكو»، شارك فيها كل من السيد حمد حمدان المهندي، مستشار ثقافي في وزارة الثقافة، والأستاذة جاودة منصور، مساعد برنامج الثقافة في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في قطر، وأدارها د. علي عفيفي علي غازي، الباحث في التاريخ.

وتناول السيد حمد المهندي، أهمية التراث الثقافي غير المادي في دولة قطر واتفاقية صون التراث غير المادي، والملفات المشتركة والملفات الوطنية للدول، والتحديات التي مرت بها دولة قطر في هذا المجال. وقال: إن الأهمية تأتي من أن هذه الاتفاقية موقع عليها حوالي 180 دولة في العالم، وعناصر تراث الثقافي في كل دولة تسجل على مستوى اليونسكو ليصبح هذا العنصر ضمن التراث الإنساني مقابل إعطاء قيمة عالمية لهذا العنصر.

وأضاف أن اهتمام قطر بمفهوم التراث الثقافي غير المادي في مجموعة من المرجعيات الأساسية، من ضمنها دستور البلاد ورؤية قطر 2030. مؤكدًا أن هذا الاهتمام لا يتناقض مع مفهوم التراث الشعبي، لأن التراث الثقافي المادي أتى ضمن معيار الاتفاقية ولهذا يتم استخدام هذا المصطلح في قطر تماشيًا مع هذه الاتفاقية.

وقال إن دولة قطر صادقت على الاتفاقية في 2008، وبدأت بتسجيل الملفات في 2010، حيث تم تسجيل ملفات الصقارة والمجلس والقهوة كملفات مشتركة مع دول الخليج وفقا لتوجه وزراء الثقافة في دول الخليج للعمل المشترك في هذا الصدد، منوهًا بأن وزارة الثقافة تعمل حاليًا على الانضمام لملفات عربية تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي غير المادي لـ»اليونسكو».

وطافت الأستاذة جاودة منصور حول اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، وتناولت كيفية إعداد الملفات المشتركة في القائمة التمثيلية للتراث الإنساني غير المادي في اليونسكو، وأهمية هذا الإدراج. وتطرقت إلى دور الدول في الحفاظ على التراث غير المادي الموجود في أراضيها وقيامها بتحديد وتعريف مختلف عناصر التراث الثقافي غير المادي الموجود على أراضيها بمشاركة الجماعات والمجموعات والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة، مؤكدة أن التعاون الدولي يتيح تبادل الخبرات والمعلومات على الصعيد الدولي، فضلًا عن مشاركة ممارسات الصون واقتراحاتها.

وبدوره، قال د. علي عفيفي إن مصطلح «التراث الثقافي غير المادي»، أو «التراث الحي»، يشير إلى الممارسات والتصورات والتعبيرات والمعارف والمهارات التي تنقلها المجتمعات من جيل إلى جيل، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانًا الأفراد، جزءًا من تراثهم الثقافي. وينمي لديهم الإحساس بهويتهم والشعور باستمراريتها، ويعزز من احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية.