ركّزت فعاليةُ «تحليل الخطاب المعاصر» بجناح الملتقى القطري للمؤلّفين على أخطاء المبتدئين في الحديث أمام الجمهور، وتحدث الخبير اللغوي أحمد الجنابي عن تلك الأخطاء من منظور تاريخي، محلّلًا أداء عددٍ من الخطباء المصاقع (البُلغاء)، واستعمل المنهج المقارن بين البدايات الأولى والمراحل المتقدمة للخطيب الواحد. وأكّدَ الإعلاميُّ محمد الشبراوي ضرورة التصالح مع النفس، وعدم الإقبال على لومها حد الجلد والتوبيخ السلبي، فإن القاعدة القرآنية صريحة لا لبس فيها، إذ يقول جل شأنه «والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا»، ما يعني أن جلّ المهارات مكتسبة، ولن يكتسب المرء مهارة دون أن يحاول، وكل محاولة مرهونة بقدر من الخطأ، ومن لا يحاول هو وحده الذي لا يخطئ. وبخصوص مقوّمات امتلاك مهارة الحديث أمام الجمهور، قال الأستاذ سالم الجَحْوَشي مدرب الصوت والإلقاء بشبكة الجزيرة الإعلامية: إنَّ الطريق طويل، ويتطلب ذلك أن يثابر الشخص وأن يتسلح بالصبر، مع التدريب المستمر وطرح الخجل جانبًا، مشددًا على أن المتدرب قد لا يجني الثمرة في وقت قريب، لكن مهارته تتشكّل على مهل. وعن رهبة المسرح، قال الجَحْوشي: إنَّ الرهبة تتراجع حدتها مع الوقت، لكنها لا تختفي، مُشيرًا إلى أنّها ظاهرة صحية تحفّز المتكلم على التأهب لتقديم أفضل نسخة من خطابه. وردًّا على سؤال من ضيوف الفعالية، قال الشبراوي: إنَّ دراسة الكتب التي تؤصِّل للخطابة القديمة مهم، ولكن ذلك يجب ألا يكون على حساب مجاراة المدارس الخطابية الجديدة، مُنوّهًا إلى أنَّ فعالية «تحليل الخطاب المعاصر» تسعى إلى الجمع بين الطرق القديمة والحديثة، وليس التقوقع في نطاق ضيق، وهذا الانفتاح يخدم الرسالة الفكرية والعلمية والاجتماعية للمتكلم والمتلقي على حدّ سواء.