شهد أمس جناح الملتقى القطري للمؤلفين في معرض الكتاب ندوة ثقافية حول أهمية الرقمنة لحفظ المخطوطات والتراث الإنساني المكتوب، تحدث خلالها د.محمد مولاي أستاذ التعليم العالي بالجامعة الأفريقية في الجزائر والمتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات والأرشفة للمخطوطات العربية.
وأدارت الندوة الأستاذة مريم الحمادي مدير الملتقى والتي بدأت بدورها بتعريف المحاضر، عبر تقديم نبذة عنه موضحة أنه شخصية تجمع بين عدة مجالات، أبرزها ثقافة المكتبات والتكنولوجيا، ثم أعطته الفرصة للتعريف بصورة أكبر عن نفسه والحديث عن مجهوداته المبذولة في نطاق عمله، مع استعراض أبرز الإشكاليات التي تخص مجال رقمنة المخطوطات وسبل تلافيها.
وقال د. مولاي إن بدايته في المجال كانت من جامعة وهران والتي تحصل منها على شهادة الماجستير والدكتوراه، مشيراً إلى أنه ركز جل جهوده في الحفاظ على ما كتبه الأولون، حين قاموا بالتدوين من أجل ترك إرثهم الثقافي للأجيال التي ستأتي من بعدهم، كما بحث في الأدوات التي فكر في إيجادها الإنسان العربي القديم بغرض توثيق معلومات عصرهم، منوهاً إلى أنهم كانوا لجأوا في ذلك لجريد النخيل وما يرقق من الجلود وكذلك ورق البردي الذي كان ينبت على ضفاف النيل، إلى أن عرفوا الورق من الصين، ثم عملوا على تطويره بعد ذلك بالتذهيب ونزع الشوائب، وأضاف: الكتاب العربي المخطوط وسام على صدر الحضارة العربية الإسلامية، وهو ما ساهم في نقله عن طريق الاستعمار الحديث لمتاحف العالم المختلفة الأمر الذي يدلل على صمود تلك الحضارة وبقائها.
وأوضح مولاي أن أبحاثه دائماً ما تدور حول كيفية الحفاظ على المخوط واتاحته رقميًا مع الحفاظ على النسخة الأصلية، كما يهتم كذلك بقيمة الكتاب الفنية، ويدرس كيف كُتب، وجلد، وصنع، ومن أين جاء وكيف كانت رحلته إلى أن وصل إلى ما بين يديه، مؤكداً على أن هذا العلم يهتم به الغرب اليوم ويساعدهم في تحديد أعمار المخطوطات وعصور ولادتها.