شهدَ معرضُ الدوحة الدولي للكتاب في يومه السادس مشاركةً مميّزة من قِبل مركز شؤون المسرح الذي استطاعَ جذب الجمهور بكافة أطيافه، حيث يقوم بتقديم أعمال مسرحيّة مُتنوّعة تنتمي لمسرح الدمى وتستهدف الأطفال والكبار على حدّ سواء. وتأتي مشاركة المركز ضمن إسهامات وزارة الثقافة في الارتقاء بثقافة التلقي والعمل على جذب الجمهور من جديد لارتياد المسارح، إلى جانب إثراء المعرض فنيًا، بصفة أن الإبداع جزء أساسي من الجانب الثقافي لأي مجتمع، وعلى ذلك تشهد حديقة المبدعين الكائنة بمقرّ المعرض يوميًا العديد من العروض العرائسية الفنيّة، حيث يتم تقديم كل من مسرحية سحابتي، وعربة الزمن، وتتناول «سحابتي» موضوع مرض التوحّد، حيث تناقش الإشكاليات التي تتعرّض لها طفلة من المصابين بالتوحُّد، فتعيش في عالم منفصل عن العالم الواقعيّ، أما «عربة الزمن» فهي تهدف إلى تعريف الأطفال بالمُخترعين، وبذلك تضيف هذه المسرحيات للقيمة التعليميّة والتربويّة للمسرح، حيث تجمع بين عناصر الترفيه والإمتاع إلى جانب التعليم وزرع القيم الحميدة لدى أبنائنا من الصغار، مع مراعاة أن العمل المسرحي الموجّه للطفل يجب ألا يتم تقديمه من أجل الترفيه بحيث يمرّ كنشاط عابر فحسب، بل هو من صميم العملية الثقافيّة، ولذلك تقوم عليه كوادر متخصصة تعلم ما يجب أن تقدّمه.

ويقدّم العرض المسرحي بمقرّ المعرض إلى جانب العديد من الفعاليات الهامة المُخصصة للأطفال سواء كانت في مقر المعرض أم من خلال التغطية التلفزيونية التي تقدم على مدار اليوم، وتشتمل على بعض الأنشطة الثقافية المتنوّعة، وكذلك قراءة بعض الكتب، وتقديم مجموعة من الفعاليات الإبداعية المتنوعة.

هذا، ويرجع اهتمام المركز بمسرح الدمى وحرص وزارة الثقافة على تقديمه بمعرض الكتاب بل وتنقله للعرض في العديد من جهات الدولة، إلى الاهتمام بالطفل وتقديم أفكار جديدة له، حيث تؤمن وزارة الثقافة بمسرح الطفل، وأن إشراكه يعمل على تنمية مهاراته الإبداعيّة والفكريّة وينمّي الذائقة الفنيّة لديه مُبكرًا.