على امتداد أروقة معرض الدوحة الدولي للكتاب ينتشر فنانون تشكيليون من مدارس فنية مختلفة، يمارسون الفن، ويبدعون أعمالهم أمام أنظار زوار المعرض. أحد هذه الأجنحة يوجد بجوار المسرح الرئيس الذي يحتضن الندوات الثقافية، ما يوحي بانصهار روح الفنان مع روح الكاتب والمثقف، وتجانس أشكال الإبداع في هذا الحدث الثقافي المهم.

وقال الفنان التشكيلي فهد المعاضيد المشرف على الفعالية: بناءً على توجيهات سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة لإبراز الفنون التشكيلية كجزء أساسي من الثقافة، اختار سعادته هذه المنصة حتى نكون في الواجهة لأن الفن جزء لا يتجزأ من الكتاب، وكلاهما يكملان بعضهما البعض. معربًا عن شكره لسعادة وزير الثقافة على هذه اللفتة الكريمة، كي يبرز الفنان في هذا المكان.

وأشار المعاضيد إلى أن اللوحات تعكس طابع المعرض، والجمهور أصبح أكثر قربًا من الفن التشكيلي، لافتًا الى أن الزوار أصبح لديهم فضول لمعرفة الخامات والألوان، وآخرون يطلبون أعمالًا خاصة، موضحًا أن اللوحات للعرض والبيع.

وأكد فهد المعاضيد أن الأجنحة الخاصة بالفنون التشكيلية فيها تنوع، فهناك فن الخزف، وفن الحرق على الخشب، وفن التركيب على الصور الفوتوغرافية. وقال أنه يعتمد في لوحته التي هو بصدد رسمها على عنصر الجذب وهو اللون الأصفر، مشيرًا إلى أن هذا اللون من أقوى الألوان في الطبيعة، وأن موضوع اللوحة من السهل الممتنع.

من جانبه قال الفنان التشكيلي حسن الحداد: الفن له جمهوره كما معرض الكتاب، والفن جزء من الثقافة، مثلما هو الكتاب، والمكان الذي يجمعنا كفنانين تشكيليين قريب جدًا من زوار المعرض، لأنه يأتي بين أجنحة الكتب والمسرح الرئيس الذي تقام فيه الندوات الفكرية.

وأشار الحداد الى أن لوحته تتناول الكتاب، في رمزية لحضور الكتاب الورقي وأهميته في حياتنا اليومية، وهو جزء أصيل من ثقافتنا لذلك تجد في أغلب البيوت ركنًا خاصًا بهذا الكائن الذي لا يندثر.

أما الفنان التشكيلي مسعود البلوشي فقال: شعار معرض الكتاب «العلم نور» وضح أن النور ما زال يسطع داخل أروقة هذا المعرض، والثقافة بشكل عام. مضيفًا: نود أن يكون هناك تمازج في الأفكار، خاصة في هذه الأجواء، حيث إنه أشبه بسمبوزيوم؛ وهذا أمر رائع.

وأشار البلوشي إلى أن فكرة جمع الكتاب مع الفنانين وهم يرسمون بادرة جيدة، وربما يكون هناك رواج لبعض الكتب الفنية النادرة. وهي فرصة بالنسبة إليه كي يستلهم من هذا الحدث مواضيع لوحاته.

وقالت الفنانة التشكيلية علياء النعيمي: أشارك في هذه الفعالية بأربع لوحات لها علاقة بشعار المعرض «العلم نور»؛ لوحتان منهما عن الطب، واللوحتان الأخريان عن علم الفلك. وقالت أن هذه أول تجربة رسم في معرض الكتاب، مشيدة بالتنظيم الرائع لهذه الفعالية حيث يوجد في المعرض أجنحة خاصة بالفنون التشكيلية، كما سمحت لها بالتعرف على فنانين من مختلف المدارس والتوجهات الفنية.