استضاف صالون الجسرة الثقافي الروائي والناقد د. أحمد عبدالملك، ود. محمد مصطفى سليم، المنسق الأكاديمي لقطاع اللغات والإعلام والترجمة بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر وذلك في ندوة تحمل عنوان “دور الحركة النقدية في المشهد الأدبي في قطر”، دعا في مستهلها د. عبدالملك إلى وقف صناعة الأصنام في المجال الثقافي، مشيرًا إلى أنه قرأ 99 % من الأعمال الأدبية القطرية، وأصدر كتابًا عن الرواية القطرية. وقال: هناك أسباب تجعل الأعمال النقدية قليلة جدًا، أولها الحذر من إغضاب الكاتب “المتنفذ”، والسبب الثاني غلبة الترويج على النقد، لذلك تتكرر الأخطاء. والسبب الثالث سرعة إيقاع الحياة، والصحفيون انشغلوا عن النقد الرصين. والسبب الرابع عدم وجود مؤسسات تؤصل النقد، ما عدا دراسات قليلة في الجامعات.

وأكد أن الناقد يجب أن تكون لديه ثقافة واسعة في مناحي الأدب، وأن يكون مطلعًا على المناهج السابقة، ولديه موهبة النقد، إلى جانب الأهلية العلمية، وأن يكون منصفًا وعادلًا، وذا خلق حسن.

وأضاف د. عبدالملك أن القراءة هي المرحلة الأولى التي تسبق الكتابة، مشيرًا إلى أن الكاتب يرتقي بلغته من خلال التدريب اليومي والإصغاء لصوته الداخلي. إلى جانب معرفة الخصائص السردية، وأسلوب الراوي المتكلم، والراوي العليم، بالإضافة إلى استخدام المساعدات السردية مثل الفلاش باك، وغيرها.

من جانبه قال د. مصطفى سليم: عنوان هذا اللقاء “دور الحركة النقدية في المشهد الأدبي في قطر”، دعونا نطرح على أنفسنا ثلاثة أسئلة إن أجبنا عنها وبصدق قدمنا ما هو مطلوب من دون مراوغة أو تقصير. السؤال الأول: من أين يتكون المشهد النقدي الأدبي في قطر؟ والسؤال الثاني: هل أدى هذا المشهد دوره إزاء الأدباء والأدب القطري؟ والسؤال الثالث ما التحديات التي تواجهه لكي نقول إنه قصر أو أدى، وما هذا الذي يدور حوله؟

وتابع: إن المشهد الأدبي والثقافي في قطر يتكون من هذه الأطراف كلها. أولا النقاد المتخصصون الذين أخذوا على عاتقهم مكاشفة هذا المشهد الإبداعي. ثانيًا جامعة قطر بما تملكه أو تحتضنه من كوادر نقدية وأدبية لها همها الثقافي، وثالثًا الجامعات المشاهدة لها إسهام، والمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، ووزارة الثقافة وما يقدمه الملتقى القطري للمؤلفين، ونادي الجسرة الثقافي والاجتماعي. مشيرًا إلى أن بعض هذه الروافد قدمت إسهامًا محدودًا لكنها لم تنفتح باقتدار على كل ما يقدمه الأدب القطري، لافتًا إلى أن الجهود النقدية قليلة لم تحقق حضورًا كبيرًا.