نظّمَ المُلتقى القطري للمؤلفين محاضرةً حول مسيرة وإسهامات الأديب العالميّ الطيب صالح، وقدّم المحاضرة الكاتب مختار خواجة، وذلك في إطار مشاركة الملتقى بمعرض الدوحة الدولي للكتاب.
وقال خواجة في مستهل المحاضرة: إن الأديب العالمي الطيب صالح يُعدّ نموذجًا متفردًا في عالم الرواية والأدب لاقترابه من الواقع، واختلاف زاوية تناوله له وموضوع الهوية والذات والآخر من المواضيع التي أعتقد أنه لم يُلتفت إليها بشكل كافٍ في أدب الطيب صالح، حيث جرى الاهتمام بحديثه عن الذات والآخر في موسم الهجرة إلى الشمال، كما لم يجرِ الالتفات إلى النصوص الأخرى التي كتبها. وأضاف: إذا بدأنا بمصطفى سعيد بطل موسم الهجرة إلى الشمال فسنجده منسلخًا من ذاته غير ملتفت إليها، حيث انغمس في مجتمع الآخر واكتشف أن هذا المجتمع يُنمّطه ويجعله في قالب الشرقي ذي المواصفات المكتوبة في الاستشراقيات، واندمج هو في الدور المعد له وانهمك فيه ثم خرج من ذلك المجتمع ليعيش إنجليزيًا في الريف السوداني لا ينتمي إليه. وأكد أن الطيب تجاه هذه الظواهر كان متنوع الاتجاه، فالراوي في موسم الهجرة حسم خياره وعاد للضفة التي أتى منها، والراوي في إيلين كان هو الكاتب، أما في «منسي» فقد ظل يستغرب ويتعجب من تقلبات الشخصية وحسب، كأنّما الطيب في حَيرة من أمره تجاه قلق الهُويات عند الإنسان المعاصر.