شهدَ جناحُ صالون الجسرة الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب مساء أمس ندوة بعنوان «التعرف على علم الفلك». وتناولت الندوة، التي قدمها الدكتور بشير مرزوق الخبير الفلكي بدار التقويم القطري وأستاذ الفيزياء الشمسية، الجانب التاريخي لنشأة علم الفلك الذي نشأ في بيئة مُغايرة لغيره من العلوم خارج الجامعات والمراكز البحثية ليلعب دورًا أساسيًا في حياة البشرية، مبينًا أنَّ الإنسان اعتمد على الفلك في شتى نواحي حياته المختلفة من معرفة وتحديد الوقت، ومواسم الزراعة، والتغيرات المناخيّة، وتحديد الاتجاهات في السفر والسير في الصحراء، وكان حريصًا منذ القدم على تعلمه لكي يستطيع مواكبة متطلبات عيشه.
وأوضح مرزوق أنَّ علم الفلك يهتم بدراسة كل ما يتعلق بالكون ونشأته، وحركات الأجرام السماوية التي يعتمد عليها الإنسان بشكل أساسي في معرفة الأيام والسنين، ودراسة المركبات الفيزيائية والكيميائية للنجوم والكواكب حولنا من خلال الرصد الطيفي لتلك النجوم والأجرام السماوية، لافتًا إلى أنَّ علم الفلك مَرّ -كغيره من العلوم- بمراحل مختلفة عبر العصور والأزمان أدت إلى تطوره وتغير العديد من المفاهيم الفلكية الخاطئة بشأنه.
كما أشار إلى تطوّر هذا العلم حتى واكبت الدراسات والأبحاث الفلكية للتطور التكنولوجي الهائل في العصر الحديث، فأصبح بإمكان علماء الفلك استخدام أجهزة متطورة تمكنهم من استكشاف ودراسة الكون الذي يحوي أجرامًا سماوية مختلفة مثل المجرات والنجوم والسُدُم والكواكب والأقمار والشهب والنيازك والمذنبات. وأكد المحاضر أهمية علم الفلك في تحديد أوقات الكثير من العبادات والشعائر الدينية حيث يرتبط موعد العبادات بجانب شرعي من حيث تحديد الظواهر الفلكية المحددة لموعد دخولها وبجانب فلكي من حيث تحويل تلك الظواهر إلى ساعات ودقائق حتى يسهل على المسلمين معرفة دخول وقت العبادات بكل سهولة ويسر. وتحدث أستاذ الفيزياء الشمسية، في محاضرته، عن عدد أهم الظواهر الفلكية مثل الكسوفات الشمسية والخسوفات القمرية والاقتران بين القمر والكواكب.