استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن حلقة جديدة من برنامج “حوار مع”، الذي يقدمه د.علي عفيفي علي غازي، د.عمر بن معن العجلي، الأستاذ المحاضر في كلية المجتمع، حيث سلطت الجلسة الضوء على موضوع “أدب المناظرة في الحضارة الاسلامية”.

وأشار د.العجلي إلى أن المناظرة مشتقة من النظر والنظير والانتظار، فخلال المناظرة ينظر الأطراف إلى بعضهم البعض، والنظير يعني أن يكون المتناظران متكافئين، كما أن المتناظر ينتظر الطرف الآخر حتى ينتهي من كلامه ثم يتكلم هو. مؤكدًا أن الحضارة الإسلامية عرفت أدب المناظرة، حيث كان العرب قبل الإسلام يتناظرون، ويتبارون في سوق عكاظ، وهو ما خلف موروثًا أدبيًا ثريًا، حتى إن تسمية سوق عكاظ مشتقة من فعل عكظ، بمعنى غلب أو قهر، وبذلك يكون سوق عكاظ سوق التباري الفكري.
وقال إن الإسلام عزز من أدب المناظرة، وبرز هذا الأدب في العصر الأموي، حيث ظهرت المقامات، ثم ازدهر في العصر العباسي، وانتقل إلى الأندلس، حيث عرف عصره الذهبي، ومن أشهر المناظرات التي عرفتها بلاد الأندلس مناظرة ابن برد الأندلسي، ومحاورته بين السيف والقلم، ثم انتقلت إلى ابن الوردي، ثم ابن نباته، وهي سجلات حافلة من المناظرات.
وأضاف د.العجلي أن المناظرة هي إحدى أدوات الوصول إلى الحقيقة، وتنمية المهارات والملكات الفكرية ليصل المتناظران إلى النقطة المشتركة، لكن تم التحريف قليلًا في المفهوم واستخدام هذا المصطلح ليعبر عن الجدال، الذي يراد به تجريح الخصم والإساءة إليه وإحراجه، و هو ما جعل أدب المناظرة يخرج عن معناه الحقيقي، وهدفه الأسمى.
وأكد أن القرآن الكريم أشار إلى عدد من المناظرات، حيث إن الله سبحانه وتعالى يتحاور مع إبليس، وقد ناظر الأنبياء أقوامهم بداية من نوح، عليه السلام، وانتهاءً بنبينا وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكان في مناظرتهم من الدروس، ومن التعليم والتوجيه والفائدة العظمى، وأبرز القرآن الكريم فوائد المناظرة واستشهد بالحوار بين موسى، عليه السلام، وفرعون، حيث برزت قوة الحجة وسرعة البديهة من كليم الله.