واصلت وزارةُ الثقافة بالتعاون مع اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم، احتفالاتها باليوم العالميّ للغة العربية، حيث قررت استمرارَها حتى الأوّل من مارس. وفي هذا الإطار، عقد الملتقى القطري للمؤلفين المعني بتنظيم تلك الاحتفالية، جلسةً ثقافيةً ضمن مبادرة «حوار مع»، التي يقدّمها الدكتور علي عفيفي علي غازي، حيث استضاف الدكتور أنس محمد رأفت سعيد لمناقشة موضوع «المحاور النحوية وأثرها في تطوير النحو العربي»، وتم بثّ الجلسة عبر قناة يوتيوب الملتقى.

وقد بيّن الدكتورُ أنس في بداية حديثه أنَّ المحاور النحوية متعلقة بتأسيس علم النحو، فالمؤسس الأول لعلم النحو أبو الأسود الدؤلي، كان في عهد علي بن أبي طالب أميرًا على البصرة، وأشار إلى أنّ مؤسس النحو وضع القواعد بتلقائية بعيدًا عن الفلسفة، وكانت غايته حماية اللغة العربية في ظلّ التنوّع الثقافيّ الذي تعيشه البلدان العربية، واختلاط العرب بغيرِهم.

وأكّدَ الدكتورُ أنس أنَّ قراءات القرآن الكريم متعدّدة حتى إن الصحابة لم يكونوا ملمين بجميع القراءات، وبالتالي فإن من لا يعلم نوع القراءة يعتبرها لحنًا، وهو ما دفع الدؤلي للاجتهاد لأجل المُحافظة على اللسان العربي وتدوينه، وجاء بعده سيبويه، الذي طوّر علم النحو، ووضع له قواعده الأساسية.

ويقصد بالنحو أن تتكلم مثلما تكلمت العرب التي نزل القرآن بلسانها، وهو ما يقتضي النزول للقبائل العربية، وتصنيفها للوصول للقبيلة التي احتفظت بالقدر الأكبر من الفصاحة. وسلط المتحدث الضوء على مفهوم المحاور النحوية، معرفًا إياها بأنّها مجموعة الركائز العقلية والمنطقية، التي اعتمد عليها النحاة، لوضع القواعد، كما عرف النحو بأنّه انتحاء سمت كلام العرب، كما أشار إلى أن المحاور كانت لوضع القواعد وحلّ المشكلات النحوية. هذا وقد وجّه الدكتور أنس رسالةً لمُعلمي اللغة العربية يدعوهم فيها إلى الاهتمام بالنحو الوظيفي.