عقدَ المُلتقى القطريُّ للمؤلفين بالتعاون مع اللجنة الوطنيّة القطريّة للتربية والثقافة والعلوم الندوة الافتتاحيّة لفعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بعنوان «اللغة العربية في رحاب ثقافة النور نـحو تواصل حضاري»، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد، بمشاركة عددٍ من ممثلي المنظمات والاتحادات الإقليمية والدوليّة (منظمة اليونيسكو، منظمة الإيسيسكو، اتحاد الجامعات العربيّة) ومجامع اللغة العربية (مجمع اللغة العربية الأردني والسوداني والفلسطيني، والمجمع العلمي العراقي، والمجلس الأعلى للغة العربية الجزائري)، للتحدّث بكلمات وورقات علميّة عن اللغة العربيّة في رحاب ثقافة النور ضمن شعار اليونيسكو لهذه السنة (اللغة العربية في التواصل الحضاري).

وقد انقسمت الندوة إلى ثلاث جلسات، الجلسة الأولى وقد خصصت للكلمات الترحيبيّة والتقديميّة للندوة التي شارك فيها كل من الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، والأستاذ عبد الله خميس الكبيسي القائم بأعمال الأمين العام للجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والجلسة الثانية خُصصت لكلمات ومداخلات ممثلي المنظمات والاتحادات، أما الجلسة الثالثة فشارك فيها ممثلو المجامع والمجالس، وكانت الجلسات بإدارة الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب والدراسات النقديّة والمقاربة بجامعة قطر والمشرف على فعاليات الاحتفال باليوم العالميّ للغة العربيّة.

وقالت الأستاذة مريم الحمادي في كلمتها الافتتاحيّة: إن ما يجمع المشاركين في هذا الندوة هي المساعي المشتركة لحماية لغة الضاد، فالفضاء الافتراضي اختصر المسافات لالتقاء المهتمين والمختصين وعشاق أجمل لغات العالم لغة القرآن الكريم التي لها أهمية قصوى لنا كمُسلمين تحدثًا وتعبدًا. وأكدت أنه بالإضافة إلى بُعدها الديني تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوّع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوّع الأصول والمشارب والمعتقدات وتتميّز بالبيان والبلاغة، وبقدرتها على التكيّف والإبداع في مختلف العلوم، بالإضافة إلى ما وصلت إليه من الإبداع في مجالات الأدب والتأليف.

فالعربية هي إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا في العالم، إذ يتكلمها يوميًا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة وهو ما يجعل حمايتها واجبًا دينيًا ورسالة سامية.

ونقلت بعدها الكلمة للأستاذ عبد الله خميس الكبيسي القائم بمهام الأمين العام للجنة الوطنيّة القطريّة للتربية والثقافة والعلوم، الذي عبّر عن سعادته بهذه الندوة التي تضم مجموعة من المهتمين باللغة العربيّة والتي تقام بالتزامن مع اختيار الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي (الإيسيسكو لعام 2021). وقال: إن المشاركين جاؤوا عاقدين العزم على مواصلة المشوار للتأكيد على أهمية اللغة العربيّة وارتباطها بالهُوية الوطنية القطرية والعربيّة والإسلاميّة ودورها الريادي في المد الحضاري والثقافي والتاريخي بين العرب والمسلمين وغيرهم من الأمم الأخرى، وذلك منذ العصور الوسطى وقبلها، الأمر الذي جعل منها لغة عالمية ومؤثرة في لغات وحضارات العالم، وقدّم الدكتور بلعابد كلمته التي أكّد من خلالها استمرار مساعي الملتقى القطري للمؤلفين واللجنة الوطنيّة القطريّة للتربية والثقافة والعلوم التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز اللغة العربيّة من خلال العمل الدؤوب والمُستمر وجهودهم لإخراج الاحتفال باليوم العالمي للغة العربيّة من يوم واحد إلى استمراره على امتداد ثلاثة أشهر بتنفيذ مجموعة من الفعاليات والأنشطة المُشتركة من ندوات ومحاضرات وورش داخل دولة قطر وخارجها.