أعلن الملتقى القطري للمؤلفين عن إطلاق فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي ستستمر على مدار ثلاثة أشهر حتى أول مارس المقبل، وذلك ضمن احتفالية شارك فيها كل من مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون، مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، عبد الله الكبيسي القائم بأعمال الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، والدكتور عبد الحق بلعابد عضو الملتقى والمشرف على الفعاليات، والدكتور أحمد الجنابي أحد مشرفي مرقاة قطر لتعليم الخطابة العربية التي قدمها الملتقى ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية 2021.
جسور التواصل
وأكدت الحمادي في بداية الجلسة على أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية كونه، حدثًا يرتبط بهُويتنا وعروبتنا، ولا سيما ديننا الإسلامي، الذي نزل بلسان عربي مبين. وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربيّة لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة. وأوضحت أن موضوع اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام هو «اللغة العربية والتواصل الحضاري»، ويُعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجددًا على الدور الهام الذي تؤدّيه اللغة العربية في مدّ جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة جدًا.
وأعلنت الحمادي عن اعتزام الملتقى واللجنة إقامة مجموعة من الفعاليات والندوات والورش الثرية والمتنوّعة على امتداد ثلاثة أشهر، إلى غاية 1 مارس الموافق اليوم العربي للغة العربية، بالتعاون وبالشراكة مع مختلف الجهات ذات العلاقة على المستوى الوطني والعربي والدولي، وبمشاركة العشرات من المهتمين باللغة العربية. وصرحت أن الجلسة الافتتاحية ستعقد عن بُعد اليوم، بمشاركة ممثلين عن المنظمات والاتحادات العربية والمجالس المختصة في اللغة العربية من عدد من الدول العربية، كما تمت مخاطبة العديد من المؤسسات التعليمية والجهات ذات العلاقة. وأضافت: إن وزارة الثقافة ومن خلال الملتقى القطري للمؤلفين قامت بالتنسيق مع جامعة قطر، وغيرها من الجهات في القطاع التعليمي. بالإضافة إلى المراكز الثقافية المتنوعة التي سيتم الإعلان عن برامج متنوعة ترتبط بسياق كل مركز، كما ستقيم مكتبة قطر الوطنية فعاليات ذات علاقة باللغة العربية، تفاعلًا مع هذا الحدث الهام.
فعاليات متنوعة
من جانبه أكد الكبيسي أن إقامة هذه الفعاليات يأتي من منطلق الإيمان بأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وهي الرباط الوثيق للهوية الوطنية، بل الهوية العربية والإسلامية. واستعرض بعض الأنشطة والفعاليات التي تم الإعداد لتنفيذها والتي من أبرزها: الندوة الافتتاحية التي تتضمن شعار اليوم العالمي للغة العربية (اللغة العربية والتواصل الحضاري). وتم التواصل مع المنظمات الدولية (اليونسكو- الإيسيسكو- والالكسو- ومجامع اللغة العربية للدول العربية- اتحاد الجامعات العربية) كما ستقام مجموعة من الندوات مع جامعة قطر ومنها: اللغة العربية وثقافة الطفل بالتعاون مع كلية التربية، مكانة اللغة العربية في التشريعات العربية بالتعاون مع كلية القانون، الاحتفال بيوم اللغة العربية في قسم اللغة العربية بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم، ندوة «اللغة العربية حماية وتمكين لأجيال المستقبل- بالتعاون مع كلية الشرطة، ندوة «الهوية اللغوية وبناء المواطن الصالح- بالتعاون مع كلية أحمد بن محمد العسكرية»، وورشة تدريبية عن الكتابة باللغة العربية لأغراض دبلوماسية- بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي». وجلسة تقديم تجربة مؤسسة قطر في مبادرة TED بالعربي مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إضافة إلى ندوة اللغة العربية خارج أوطانها، ندوة حماية اللغة العربية (من السياسات اللغوية إلى الأمن اللغوي)، ندوة حوسبة اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، أما الجلسة الختامية لفعاليات اليوم العالمي للغة العربية فتصادف الاحتفال باليوم العربي للغة العربية شهر مارس من كل عام.
بدوره قدّم الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر، ومشرف على مبادرة فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية حصيلة الفعاليات والنشاطات الخاصة بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية 2019-2020، والتي قدمت بالتعاون بين كل من الملتقى القطري للمؤلفين واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والتي كانت أكثر من 20 فعالية منها ندوات دولية شارك فيها خبراء ومتخصصون من الداخل والخارج حول تعليم اللغة العربية في زمن الجائحة التي فاقت 11 مشاركًا من جنسيات أجنبية مختلفة.
مرقاة قطر
وقدّم الخبير اللغوي الدكتور أحمد الجنابي مداخلة بعنوان «مرقاة قطر والتواصل الحضاري»، مؤكدًا على أن الملتقى القطري للمؤلفين لعب دورًا بارزًا في تعزيز اللغة العربية ومعاضدة جهود الدولة في هذا المجال من خلال دعم المبادرات الهادفة، وتحدث عن مبادرة مرقاة قطر التي قدمها عبر نافذة الملتقى بالشراكة مع الأستاذ محمد الشبراوي والتي عززت التواصل الحضاري مع اللغة والتراث فتم إحياء الخطب التراثيّة وتطوير خطب جديدة حيث تمكّن الخطباء من تقديم خطب منزوعة حروف جديدة لم يتم نزعها في خطب سابقة، وتم إدخال خطبة الأسجاع التي تتناول الأزمة الصحيّة المعاصرة بأسلوب أدبي شائق.