استضاف الملتقى القطري للمؤلفين في إطار احتفاله باليوم الوطني، الدكتور محمد خليفة الكواري، وذلك ضمن جلسة جديدة من برنامج «حوار مع» التي يديرها الباحث في التاريخ الدكتور علي عفيفي علي غازي، حيث ناقشت الحلقة التراث العمراني وانعكاساته على المجتمع القطري. واستهل الدكتور الكواري بالتعريف بمفهوم التراث العمراني؛ بكونه كل ما خلفته الأجيال السابقة حتى وقتنا الحاضر، وينقسم إلى قسمين التراث المادي والتراث المعنوي، وأكد أن الاقتصاد والعمران وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن أن يكون هناك تطور عمراني من دون اقتصاديات تساعد على تطوير العمران، الذي يعكس عادات وتقاليد وثقافة أهل البلد. وأوضح أن البيت القطري في التراث العمراني القديم كان يحتوي على حوش كبير، وليوان، ويستخدمون في بنائه الأخشاب وجذوع النخيل الأسطوانية، والتي تقسم لثلاثة أقسام، ويلف بليف النخيل، الذي يتم تحويله إلى حبال تربط الجذوع، ويتم البناء بواسطة الطين المخلوط بالتبن أو الأعشاب؛ ليكون أكثر تماسكًا. أما القلاع والأسوار، التي كانت موجودة في منطقة الزبارة مثلًا، والتي ضمت تقريبًا 400 بيت وكانت منطقة مزدهرة تجاريًا، ومن ثم أحيطت بالأسوار نظرًا لطبيعة الجغرافيا القطرية، التي تتميز بسطح منبسط وبالتالي تسهل عملية الإغارة على الحواضر، وهو ما جعل المدن والقرى والحواضر القطرية تشكل خط دفاع لصد أية هجمات تأتي من داخل البر، أما الأسواق فكانت في وسط أو في أطراف المدينة، وذلك يعتمد على حجم المدينة، وكانت الأسواق والمحلات التجارية ذات مساحة ضيقة. وتطرق الكواري للتراث العمراني للمساجد، التي عادة ما تكون في أطراف المدينة، أو المساجد الجامعة في وسط المدينة، وكانت مناراتها في زاوية المسجد، ويطلع ويصعد لأعلاها ليؤذن؛ لأنه لم يكن هناك مكبر صوت، ويكون المسجد على طريقة البيت العربي فيه ليوان، وأوضح الكواري أن النمط العمراني في دولة قطر تغيّر؛ نتيجة تغير الاقتصاد من اقتصاد معتمد بشكل أساسي على الغوص على اللؤلؤ، الذي كان يمثل عماد عملية التطور، إلى فترة النفط حيث تغيّر العمران في الفترة الأولى مع المحافظة على نفس الفكر والثقافة.