يثري الملتقى القطري للمؤلفين بفعالياته الساحة الثقافية في قطر، مرتكزاً على العديد من الأدوات المهمة في الوصول إلى تعزيز هذا التوجه، ولعل أهم تلك الأدوات مواكبته للتطور والتفاعل بشكل أكبر مع شريحة الشباب بتقديم كافة فعالياته ومبادراته على موقع اليوتيوب ومواقع التواصل المختلفة لنشر الثقافة وتعزيز المعرفة لدى الجمهور ورفع الوعي العام لدى الجميع في مختلف الاتجاهات الثقافية.
ويواصل ملتقى المؤلفين تقديم فعالياته المثمرة ومبادراته القيمة، إذ استضافت الحلقة الثانية من فعالية فوق الستين التي يقدمها الملتقى بالتعاون مع مركز تمكين ورعاية كبار السن إحسان ويديرها الأستاذ صالح غريب مدير البرامج كلًا من الكاتبة والباحثة الدكتورة شعاع اليوسف والأستاذ سالم العنزي رئيس الوحدة النفسية بالمركز، وجاءت الحلقة التي تم بثها مباشرة
عبر حساب انستغرام الملتقى وقناته على يوتيوب بعنوان “استمرار العطاء”.
وعرف الأستاذ العنزي المركز ورؤيته وأهدافه واستراتيجيته وهو مركز اجتماعي يقدم خدماته لجميع المسنين وتتمثل رؤيته في تحقيق حياة آمنة ومنتجة لكبار السن ويقدم المركز مجموعة من البرامج لإدماج كبار السن وإخراجهم من عزلتهم وكسر الفجوة بين الأجيال ومن بين أهم البرامج التي يقدمها المركز برنامج تواصل وهو برنامج يسعى لتعليم كبار السن استخدام الأجهزة الحديثة والتعليم الإلكتروني وقد استفاد من هذه الخدمة أكثر من 240 شخصًا من كبار السن، إضافة إلى الرحلات التي ينظمها المركز للمواقع الجديدة ليكون كبير السن على تواصل دائم مع مجتمعه، وأكد أنه بعد كل برنامج يقدم المركز هدايا تشجيعية لمنتسبيه تتمثل في أجهزة ذكية لتشجيعهم على مواصلة تعلم استخدام التكنولوجيا الحديثة، مؤكدًا أن
الكثير من كبار السن يرقضون معاملتهم على أنهم عاجزون.
من جهتها أكدت الدكتورة شعاع اليوسف أن الإحالة على التقاعد تغير نمط حياة الشخص بشكل كبير لا سيما أنها تتزامن مع عدة تغيرات أخرى مثل بداية تراجع الصحة بالنسبة لمعظم الأشخاص وتراجع الدخل كما أنه من الممكن أن يفقد بعض أصدقائه أو أفرادًا من عائلته كما يدخل المتقاعد في مرحلة من الفراغ، مؤكدة أنه رغم كل هذه التغيرات إلا أن التقاعد يمكن أن يكون فرصة لبداية حياة جديدة مشيرة إلى ضرورة التخطيط لمرحلة التقاعد والمحافظة على الصحة ليتمكن المتقاعد من استثمار هذه الفترة لتحقيق إنجازات جديدة.
كما عقد الملتقى مؤخراً وضمن مشروع اكتشاف ورعاية المواهب الشبابية ورشة تدريبية بعنوان «مهارات كتابة القصة القصيرة» قدمتها الكاتبة والإعلامية أندلس إبراهيم بوزارة الثقافة وتم بثها مباشرة عبر قناة يوتيوب الملتقى وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت مقدمة الورشة أهمية الكتابة في حياتنا وخاصة الكتابة للطفل واليافعين، وتأتي الكتابة حسب رأيها في المرتبة الثانية بعد القراءة في الأهمية لتحفيز فكر وخيال الإنسان وتنمية ثقافته وتوسيع مداركه، إضافة إلى دورها في تطوير الشخصية
وتنمية المهارات الحياتية، عدا عن كونها موهبة يمكن تطويرها ومهنة يمكن امتهانها.
واستعرضت نماذج ملهمة لكتاب عرب وأجانب تمكنوا من النجاح في مجال الكتابة بفضل موهبتهم وإصرارهم على تحقيق حلمهم من بينهم الشاعرة وكاتبة قصص الأطفال القطرية الدكتورة حصة العوضي وقصة نجاح الكاتب الأميركي ريتشارد بول أيفانز.
واستهلت أندلس الورشة بشرح مفهوم الكتابة كونها وسيلة من الوسائل الاجتماعية لنقل الأفكار والآراء بين الناس من خلال تدوينها على الورق أو غيره، كما أنّ لها أهمية كبيرة في حياتنا كونها طريقة لنقل الأفكار والمشاعر وتوضيحها بألفاظ وأسلوب محدد للقارئ، وقدمت لمحة تاريخية عن الكتابة بين الماضي والحاضر، كما شرحت أنواع الكتابة التي تنقسم إلى نوعين الوظيفية والإبداعية وبينت مدى أهميته بالنسبة للفرد والمجتمع، كما عرفت القصة واستعرضت مراحل تطور الكتابة القصصية.
وشرحت الكاتبة عناصر القصة التي تمثل في الفكرة والمغزى والحدث والحبكة أو العقدة والشخصيات والزمان والمكان كما أبرزت خصائص كتابة القصة التي تختلف عن بقية أجناس الكتابة الإبداعية.
وتحدثت عن أهمية الكتابة للطفل وقصص الأطفال التي تلعب دورًا مهمًا في التشجيع على الإبداع وتنمية القدرات الابتكارية لدى الطفل إضافة إلى أنها وسيلة لتنمية المواهب وتحفيز التفكير وتعزيز الهوية وإثراء المفردات اللغوية، مؤكدة أن أدب الطفل وسيلة تربوية مهمة.