يشهد متحف الفن الإسلامي اليوم أمسية شعرية تراثية للشعر النبطي، يحييها كل من الشعراء: حمد البريدي وراضي الهاجري وناصر الوبير، وتنظمها متاحف قطر بالتعاون مع وزارة الثقافة، ممثلة في مركز قطر للشعر “ديوان العرب”، وتقام ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021.
وبهذه المناسبة، أعرب الشاعر حمد البريدي عن مدى سعادته بالمشاركة في هذه الأمسية، والتي تقام في المتحف الإسلامي، بكل ما يتسم به هذا الصرح من تاريخ وعراقة، وما يضمه من مقتنيات نادرة، تتنوع بين مخطوطات تاريخية وكنوز أثرية، ونفائس فريدة، وهو ما يلقي بظلاله على نوعية القصائد التي سيتم إلقاؤها خلال الأمسية.
وقال البريدي: إنه من هذا المنطلق، فإن القصائد الشعرية التي سيلقيها خلال الأمسية سوف تستحضر التاريخ، وتناقش أمورًا اجتماعية وثقافية عديدة، كما ستسلط الضوء على العديد من المواضيع الشعرية الأخرى، سواء الوطنية أو الثقافية أو العاطفية.
وفيما يتعلق بالمشهد الشعري، وأبرز ما يواجهه من تحديات. أوضح الشاعر حمد البريدي أن المشهد الشعري يكاد يكون منقسمًا بين ما يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبين ما يقال على أرض الواقع، وأنه قد يكون هناك شعراء على مواقع التواصل الاجتماعي يفتقرون لمفاهيم الشعر ذاتها، ما يجعل ما يبثونه يفتقر لمضامين الشعر، وفي المقابل قد يكون هناك شعراء مجيدون على أرض الواقع، ولكن يفتقرون الوصول إلى الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إنه في كل الأحوال، لا يمكن إطلاق لقب شاعر على كل من تواجد وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ إن هذه المواقع ليست مقياسًا لمعرفة طاقات وإمكاناتهم الشعراء، فالشاعر المجيد هو الذي يحفظ الجمهور من أصحاب الذائقة الشعرية قصائده عن ظهر قلب، ويستطيع الوصول من خلالها إليهم، فيستقطب بقصائده قلوبهم وعقولهم، وهذا الذي يمكن تلقيبه بالشاعر، أما غير ذلك فلايمكن وصفه بالشاعر.
وأمام هذه الظاهرة أكد الشاعر حمد البريدي أن المشهد الشعري بحاجة إلى لجنة لتقييم الأعمال الشعرية القائمة، وهذه اللجنة لا يمكنها أن تكون من خلال مؤسسات أو جهات رسمية، بل من خلال الجمهور ذاته، وخاصة من النخب من أصحاب الذائقة الشعرية، كونهم قادرين على فرز الأعمال الشعرية، والتعرف على الجيد منها، لأن جودة الشعر لا يمكن الحكم عليها بأعداد المشاهدات أو إبداء الإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بقدر ما يحفظه جمهور النخبة من قصائد.
وحول أهمية مثل هذه الأمسيات في تنمية الذائقة الشعرية، واستقطاب الجمهور إلى أروقتها. قال الشاعر حمد البريدي: إن الجمهور دائمًا يكون متعطشًا للأمسيات الشعرية، خاصة وأن الأمسية المرتقبة اليوم تأتي بعد عام ونصف العام تقريبًا عن الغياب عن إقامة الأمسيات الشعرية المباشرة، نتيجة تداعيات كورونا، الأمر الذي يضفي على الأمسية الشعرية المقرر إقامتها اليوم أهمية كبرى، ويجعلها بمثابة تحريك للمياه الراكدة في الساحة الشعرية، وهو ما يعكس أهمية الأمسيات الشعرية المباشرة من ناحية، ودور وقيمة متحف الفن الإسلامي من ناحية أخرى، في أن يكون بوابة للشعر، يستقطب من خلالها جمهور الذائقة الشعرية.