أظــهــرت مــبــادرة مــرقــاة قـطـر لـلـخـطـابـة الـتـي يقدمها الملتقى الـقـطـري للمؤلفين عبر قناته على يوتيوب ضمن فعاليات الـدوحـة عاصمة للثقافة فـي الـعـالـم الإسلامـي 2021 ،مـواهـب استثنائية في هذا الفن. ويشرف على المبادرة الخبير اللغوي الدكتور أحمد الجنابي والإعلامي محمد الشبراوي. وقــدم الخطباء خطبًا فـي مستويات متقدمة مـع اقـتـراب التصفيات النهائية للفعالية التي تواصلت على مـدار أكثر مـن 7 أشهر بشكل أسبوعي. وقــال الـدكـتـور الجنابي إن مستوى الخطباء تـقـدم وتــطــور أداؤهـــم الـخـطـابـي حـيـث وصـل الخطباء إلى مستويات متقدمة في أنواع الخطب جـمـيـعـهـا الارتــجــالــيــة والمـكـتـوبـة والمـحـفـوظـة والنقدية. واستهلت المشاركات الخطيبة الدكتورة خديجة عـادل بخطبتها المكتوبة الرابعة، التي اختارت فيها الحديث عن الأسبوع العالمي للعمل الموافق للأول مـن نوفمبر وأثـرت خطبتها بمجموعة من الشواهد والسواعد الدينية من آيات قرآنية وأحـاديـث نبوية إضـافـة إلـى الحجج المنطقية والعلمية والأبـيـات الشعرية التي تؤكد أهمية العمل للفرد والمجتمع. وقــدمــت الـخـطـيـب حـفـصـة ركــــراك خـطـبـتـهـا المكتوبة الثانية التي تتطلب الحديث عن جائحة كورونا بطريقة أدبية بأسلوب السجع، وجاءت بعنوان: »الضيف الثقيل«. أما الخطبة الثالثة فكانت للخطيب سمر منيب، وهـي خطبة منزوعة الـظـاء، وكـانـت فـي مجال عملها، وهي صاحبة قناة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقـدم الخطيب أحمد عـذاب خطبته الارتجالية فـي المـسـتـوى الــرابــع حـيـث ألـقـى عـلـيـه المحكم الدكتور فـؤاد القيسي مقولة: لكل مقام مقال، واسـتـحـضـر الـخـطـيـب ثـقـافـتـه الـعـامـة، وأكـمـل المقولة وشرحها. وفــي جـــادة الـخـطـب المـحـفـوظـة قــدم الـخـطـيـب فـيـصـل الــهــدوي خـطـبـة فــي المـسـتـوى الــرابــع فــي مـجـال الـخـطـب المــؤثــرة، وجـــاءت بـعـنـوان: »الـسـمـوحـة عـلـى الـتـقـصـيـر«، وكــانــت خطبة حزينة تحدث فيها عن وفاة والدته. وفـي خطبة استثنائية جمع الخطيب إبراهيم الـدرعـمـي بـن الـسـعـادة والأحـــزان فـي خطبة مــزدوجــة لـيـتـمـكـن مــن اسـتـكـمـال المـسـتـويـات الـخـمـسـة مـن الـخـطـب المـحـفـوظـة قـبـل اخـتـتـام فعاليات المـرقـاة، وجـاء الاستثناء بمقترح من أحد أعضاء لجنة التحكيم، وتم التصويت عليه من المحكمين الذين شهدوا بأن الدرعمي يمتلك قـدرات خطابية يستحق منحه هـذا الاستثناء لإكمال الدورة الخطابية. وكانت الخطبة الأخيرة في المستوى الخامس والأخــيــر مـن جــادة الـخـطـب الـنـقـديـة، وقـدمـهـا الـخـطـيـب عـبـد الــجــبــار الــفــارس، وقـــام بنقد الخطبة المـزدوجـة لزميله الـدرعـمـي مـن ناحية بناء الخطبة. وفي مرحلة التحكيم وفق الخطباء بين الخطب المقدمة ومعايير المرقاة، وحكمت الأستاذة رشا الـصلاح الخطبة الأولــى فـي الجلسة لخديجة عــادل، وقـالـت إن الخطيبة تحتاج لـربـط أقـوى بين الفقرات؛ لكنها تمكنت من تقديم تعابير مـجـازيـة مناسبة، ودعـتـهـا إلـى تنويع طبقات الــصــوت، مـشـيـرة أنـهـا قـدمـت شـواهـد كثيرة ، وحكم ووافـيـة، وكانت الخطبة ممتعة إجـمـالًا، وحكم الأســتــاذ أحـمـد حــزام خـطـبـة حـفـصـة ركــراك، وأكد أن الخطيب قد حققت الهدف العام، وهو الـتـصـويـر الـصـوتـي، والـهـدف الـخـاص المتمثل في السجع؛ لكن السجع المـمـدود خطف بريق الكلمات المسموعة وقوتها، وأنـهـا استخدمت مـقـدمـة ســرديــة حـكـائـيـة مـنـاسـبـة، وجـــاءت الـخـاتـمـة مــتــدرجــة مــوجــزة، وكــانــت ألـفـاظًا فـصـيـحـة، ووظــفــت تـعـابـيـر الــجـســد بـشـكـل مناسب، ونصحها باستخدام الألـفـاظ القوية والـتـابـعـة لـلـمـعـانـي، أمــا الخطبة الـثـالـثـة لسمر منيب فحكمتها الأستاذة رانيا مصطفى التي أوضـحـت أن الـخـطـبـة حـقـقـت الــهــدف، وكـانـت خالية تمامًا من حرف الظاء، وصبت في مجال اهـتـمـام الـخـطـيـب ووظـيـفـتـهـا، وأحـسـنـت في التقديم، وكـان الـسـرد سلسًا، وكـانـت الخطبة مـتـمـاسـكـة، وتـنـوعـت نــبــرات الــصــوت، وكــان الــتــواصـل الـبـصـري مـسـتـمـرًا طـيـلـة الـخـطـبـة، وأعطت الفصل والـوصـل حقهما مما زاد من جمال الخطبة. وحكم الدكتور فؤاد القيسي الخطبة الارتجالية لأحمد عذاب، وقال إن الخطيب انطلق من مقولة مشهورة، وكانت بدايته جيدة، وعكست فطنته، وحسن تصرفه؛ لكن الخطبة فقدت التدرج و الخاتمة، ونصح بإعادة الخطبة لتحقيق الفائدة. وعــن خـطـبـة فـيـصـل الــهــدوي قــالــت المـحـكـمـة لمـى سـاحـوري إن الخطبة ملامسة للمشاعر، وتمكن الخطيب من التأثير في الحضور، وبذلك حقق الهدف من الخطبة، ودعته إلى استخدام مفردات جديدة في الخطبة القادمة. وحــكــم الأســـتـــاذ عــبــد الــلــه الــخــلــف الـخـطـبـة المـــزدوجـــة المـرتــحــلــة بــن الــســعــادة والــحــزن للخطيب الدرعمي، وقال إن الخطيب سافر بنا بين السعادة والأحزان، فقد اصطحب الحضور فـي رحـلـة فـي الـتـاريـخ والجغرافيا، وأجــاد في بناء الخطبة رغم تناقض محتواها. وخـتـم المـحـكـم المـهـنـدس خـالـد الأحـمـد مرحلة التحكيم من خلال تحكيم الخطبة النقدية لعبد الجبار فارس، وأشار أن الهدف من هذه الخطبة هو اقتراح مقدمة وعـرض وخاتمة جديدة في حين أن الخطيب الناقد اكتفى بإبداء الوصف والإعجاب، واقترح عليه إعادة الخطبة. وفي ختام الجلسة قدم الأستاذ فايز الخطيب كلمة المرقاة، وأكد أن الخطب كانت متنوعة من حيث المضمون والمـسـتـوى موضحًا مقومات الخطبة التي يجب أن يلتزم بها الخطيب، وأولها الـبـنـاء الــذي يـجـب أن يـكـون متماسكًا حسب مضمونها ونـوعـهـا، والـعـنـصـر الـثـانـي اللغة، فالخطيب يجب أن يمتلك ناصية اللغة كونها صلة الوصل بينه وبني الجمهور، وأما العنصر الـثـالـث فـهـو الأداء، ودعــا الـخـطـبـاء أن يتمثلوا الخطبة؛ ليتمكنوا من نقلها بـأداء مقتنع، وهو ما يأتي من خلال الممارسة والتدريب.
ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021 منافسات »مرقاة قطر« تطرح مواهب استثنائية
03 نوفمبر, 2021
