ضمن حلقة جديدة من فعالية قضايا ثقافيّة التي يقدّمها الملتقى القطري للمؤلفين عبر قناته على يوتيوب وتديرها الإعلامية بثينة عبد الجليل، طرحَ الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب والدراسات النقدية والمقاربة بجامعة قطر موضوعَ النقد الأدبي وتحوّلاته. وفي بداية الجلسة قالت الأستاذة بثينة: إن النقد رافد أساسي للإبداع وهو مرافق ودافع للعملية الإبداعية، فهو يكشف نقاط قوة وجوانب ضعف كل عمل وهو بوصلة المُبدع للتقدم، وعرّفت بالدكتور بلعابد وهو باحث وأكاديمي جزائري، حاصل على دكتوراه في قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة، جامعة الجزائر، وأستاذ نظرية الأدب والأدب المقارن المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر. وعرّف الدكتور عبد الحق مفهوم النقد من حيث هو موضوع للتفكير ووسيلة للتعبير وآلية للتدبير. فهو ذو مرجعية فلسفية تساعد على استنطاق النصوص الإبداعية وفهمها وتفهيمها للقارئ، مُشيرًا إلى أن لكل ناقد آلية ومنهجًا نقديًا يتبعه ليحلل به النصوص، وعرّف النقد عبر التاريخ مؤكدًا أنه مر بتحولات كبرى، فكانت المرحلة الأولى مرحلة النقد الخارجي للنصوص، وتعتمد بالأساس على الكاتب وأسلوبه، ثم تحوّلت إلى مرحلة النقد الداخلي، حيث أصبح التركيز ينصب على النص وطريقة كتابته وظهرت عدة مناهج من بينها البنيوي والسيميائي والأسلوبي، أما المرحلة المفصلية في تاريخ الأدب فبدأت منذ الثمانينيات، وهي نقد التلقي للنص، حيث أصبح القارئ يسمع صوته ويتفاعل مع الكاتب.