دشنت الكاتبة  نجاة علي كتابها الجديد «الامتنان ثقافة حياة» -الصادر عن دار لوسيل للنشر والتوزيع- بقاعة الحكمة في وزارة الثقافة. بحضور سعادة السيد عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق لدى قطر وعقيلته السيدة دلگير جعفر حسين البرزنجي، وسعادة السيد علي إبراهيم أحمد عميد السلك الدبلوماسي سفير إريتريا، وسعادة سفير المملكة المغربية السيد محمد ستري، والدكتور علي الإبراهيم مدير الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وبحضور ومشاركة نخبة من الكُتّاب والمثقفين والإعلاميين، وقدّم حفل التدشين بـ «ملتقى المؤلفين» الأستاذ صالح غريب والأستاذة مريم الحمادي.
وعن إصدارها الجديد «الامتنان ثقافة حياة» قالت الكاتبة نجاة علي: اخترت هذا الموضوع بالذات لأن الامتنان ثقافة أصبحت تسير في طريق الاندثار والنسيان، وأضحت الآن مجرد شيء ثانوي قد نتذكره أو لا، وتناسى البعض قيمته ومفعوله السحري في حياة أكثر سعادة وسلامًا؛ لذا أردت إيقاظ هذه الثقافة في النفوس، وأعددت هذا الكتاب. كما أن هناك دافعًا شخصيًا، حيث إنني مررت بعدة صعوبات ومعارك حياتية، خرجت منها بسلاح قوي يجعل لك الغلبة دائمًا، ويضمن لك السلام النفسي ويزيل العقبات، إنه سلاح الامتنان.
وأوضحت نجاة أن الكتاب بدأ بتعريف الامتنان وأنه الشكر والعرفان وهو شكل من أشكال التقدير، ثم شرح كيفية تعلّم شعور الامتنان وممارسته، وأبرزَ علاقة الامتنان بالفطرة والثقة بالنفس والنجاح، كما أكدت أن الامتنان يقوي العلاقات الإنسانية ويعالج المشاكل اليومية وينجي من المهالك، وأنه سر السعادة ومفتاح السلام النفسي والمجتمعي.
وقالت الكاتبة: إن الامتنان والحمد يكونان لله تعالى أولاً، وقد حثنا وحضنا ديننا الحنيف على التحلي به، والتعامل به مع النفس والآخرين، فهو روزنامة شيقة نقلبها كل يوم لنشعر بالارتياح تجاه كل شيء، ووجوده يجعل الحياة أكثر رحابة وراحة، فيُحسّن الصحة النفسية، وينعكس ذلك بالخير على الصحة الجسدية، وغيابه يتسبّب بالكآبة والتوتر ونفاد الصبر، والعكس صحيح، فنسيان الشكر والتركيز على ما ينقصنا يتسبب باستنزافنا نفسيًا وذهنيًا وجسديًا. تخيل أنك بكلمة شكر وعرفان تحوّل الصعب إلى سهل والصلب إلى ليّن وتملك قلوب الآخرين، وتكسب سلامك النفسي، وبه ينمو داخلنا دافع الرغبة في الانتباه لشغل حياتنا بما يُزيدنا سعادة، ويجعلنا نعزف عن الجدال والصراعات، فيضاعف الامتنان القوة النفسية، ويجعلنا أفضل وأقوى.
وذكرت نجاة علي أنه لا بد أن نعي أن الامتنان ضرورة في حياتنا وليس رفاهية، فغيابه يقلل المناعة النفسية والصحية ويُضعف القدرات ويخصم من النجاح؛ لذا لا بد أن نكون ممتنين دائماً لكل ما لدينا، بدءاً من أننا على قيد الحياة ونرى ونسمع ولدينا منزل، ولا نـحتاج للمساعدة في أداء تفاصيل حياتنا، إلى شكر كل من حولنا وكل مَن قدم لنا ولو كلمة طيبة. ولنتذكر أن الشيطان يُذكّرنا بالمفقود ليُنسينا شكر الموجود، وصدق القائل: «مَن كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر»، ولا ننسَ أن الشكر يُزيد النعم.. ولنتدبر قول الإمام علي كرم الله وجهه: «إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر».
وقالت نجاة: أرجو أن يساعد كتاب «الامتنان ثقافة حياة» في إحياء قيمة الامتنان حتى نكون أكثر سعادة وسلاماً مع النفس والغير، وهو ما يعزز السلام المجتمعي.
وفي ختام الحفل ألقى سفير جمهورية العراق لدى قطر سعادة السيد عمر البرزنجي كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «إن الكتاب اسم من أسماء القرآن الكريم، فقد ورد في الآية الكريمة في سورة (الكهف): {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً * قَيِّماً…}، والكتاب هنا هو القرآن الكريم، وفي الوقت نفسه بدأت السورة بالحمد، فتم الربط بين الحمد والشكر وبين الكتاب.
وقال سعادته: «يجب أن يشكر الناس بعضهم، ففي الآية الكريمة في سورة البقرة قال تعال: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}، والفضل الكبير لله تعالى، فقد جعلنا خير المخلوقات وسخّر لنا كل شيء، وهذه من النِّعم الكبيرة التي تستوجب الشكر والحمد والثناء لله تعالى، وفيما بيننا أيضاً يجب أن لا ننسى الفضل… وذكر أنه كتب عن هذه القيمة بشكل مختصر في كلمته بمقدمة الكتاب.