حمل تعديل تشكيل مجلس الوزراء وفق الأمر الأميري الذي أصدره أمس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فصلًا لوزارة الثقافة عن وزارة «الثقافة والرياضة»، وثمن مثقفون وشخصيات عامة هذا الأمر، وأجمعوا على أنه في صالح الحراك الثقافي.
وقال الدكتور أحمد عبد الملك أستاذ الإعلام المشارك في كلية المجتمع: إن فصلَ وزارةِ الثقافة والرياضة، حسب التعديل الوزاري الجديد، قرارٌ سياديٌّ، له مبرراته، ونأمل أن يكون هذا الفصلُ لصالح الثقافة والرياضة، وبما يخدمُ الإنسانَ القطري.
وأضاف: بلا شك، الثقافة لها ارتباطٌ وثيقٌ مع الرياضة، ومع الشباب، فالشباب هم الهدف الأسمى للثقافة والرياضة، وجميعُ الجهودِ – في مجالي الثقافة والشباب – تنصَّبُ على دعمِ الشباب، والارتقاء بمستواهم الفكري والفيزيائي.. وتنمية كلا المجالين مهمُّ جداً.
وتابع د. عبدالملك: هنالك رؤية، بلا شك، وراء هذا التعديل، وأودُّ التركيز هنا على الثقافة، وذلك طبقاً للجوار الجغرافي والسيكولوجي. إذ أن الثقافة تشملُ جميعَ شرائح المجتمع، وعليها يتمُّ التعويلُ في خلقِ جيلٍ له موقفٌ من الحياة، ومن تشكيلِ الوجدان والضمير وأنماط السلوك. و أنا أركزُّ هنا على القيمة الثقافية وحجمِها في الناتج الثقافي، وعلى الرؤية الاستشرافية لمكانةِ الثقافة في المجتمع. والمهم هو الفعلُ الثقافي، مهما كانت التسميات أو التصنيفات، كيفَ نبلوّر مفهوماً ثقافياً يُحقق الغايةَ المنشودة، ويطرح قضايانا بصورة واقعيةٍ، دون اختزالِ التاريخ والتراث، ودون تجاهُلِ حتمياتِ المستقبل.
وتمنى د. أحمد عبدالملك للوزارة الجديدة التوفيقَ في مهامِها، خصوصاً وأنه على رأسها كفاءة وطنية شابة هو سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، الذي أثبت نجاحاً مُهمَّاً في المؤسسة القطرية للإعلام، إذ لا انفصال بين الثقافة والإعلام، وكلاهما يُكمل الآخر.

ترحيب بالطاقة الشبابية
الفنان سعد البورشيد قال من جانبه إنه قبل الحديث عن القرار السامي القاضي بفصل وزارة الثقافة عن الرياضة فإنه يجب تقديم الشكر إلى سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب، على كل مجهوداته واهتمامه بكل الفعاليات الثقافية، وتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة على رأس وزارة الرياضة والشباب.
وأضاف البورشيد: نرحب بالطاقة الشابة الممثلة في سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، الذي يعد إضافة لوزارة الثقافة، وأعتقد أن هذا الفصل يأتي في فائدة الحراك الثقافي والفني والأدبي وجميع ما يتعلق بالفعاليات الثقافية والفنية، والتراثية والشعبية والمتعلقة بالشعر والفنون التشكيلية، والمسرح، وهذا الفصل سيكون في صالح العمل الثقافي خصوصًا أن سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد هو اسم معروف بإنجازاته، وله الخبرة الإعلامية الكافية بعد سنوات عمله كرئيس تنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، حيث توج مسيرته بأن يتبوأ وزارة الثقافة، ونـحن نتنبأ له بمزيد من الإنجازات وواثقون من أنه سيضيف الكثير للقطاع وسيكون عند حسن ظن القيادة الرشيدة، والتي نثق بدورنا في جميع اختياراتها، وفي القرارات السامية التي تصب في صالح الوطن والمواطن.

الحداثة والتطوير
المحامي بالاستئناف خالد عبدالله المهندي، عضو نادي اياكا لمكافحة الفساد التابع للأمم المتحده قال: إن الأمر السامي بفصل وزارة الرياضة عن الثقافة، دليل على مدى حداثة وتطور الإدارة، لاسيما فيما تمثله الجهات المختصة بالرياضة والثقافة في المجتمع، حيث بات لكل منهما دورٌ تنموي، أخذ بالتوسع ويتطلب ذلك عدة إصلاحات إدارية، تواكب عملية التطور والحداثة التي تشهدها قطر بشكل متسارع.
وأضاف المهندي: الأمر الأميري بتعديل تشكيل مجلس الوزراء حرص على استحداث وزارة للثقافة لأهميتها ودورها المحوري والهام في تنمية المجتمع، وتعزيز الدور المنوط بها وفقاً لاستحداث إدارات وتخصصات ثقافية، لكثرة واتساع المجال الثقافي بكافة أنواعه، ولدعم دور الثقافة في التنمية المستدامة ورؤية قطر 2030، ولاتساع التنوع الاقتصادي والاجتماعي والذي يتطلب وزارة ثقافة متخصصة تواكب كافة التغيرات وتسعى لتعزيز الثقافة الوطنية وإنشاء مقاربات للثقافات المتعددة، حفاظاً على الهوية الوطنية، وكذلك تعزيز الدور الثقافي بالمجتمع القطري، وفتح حوار ثقافي أكثر اتساعاً مع المجتمعات الأخرى.
ونوه بأن الثقافة كانت ولازالت لها الدور الأبرز بالتاريخ في تقارب المجتمعات، وتنمية المجتمع وازدهاره.
وتابع: ونتوقع طفرة وتقدمًا ثقافيًا نوعيًا، وقيمة مضافة لوزارة الثقافة في السياسات العمومية والمجتمع بشكل عام.
كما أن فصل وزارة الرياضة عن الثقافة يأتي كذلك لأهمية توسع الاختصاصات بوزارة الرياضة، تحقيقًا لرؤية قطر 2030 لاسيما ونــحن على أعتاب مونديال قطر 2022 والذي يتطلب مرحلة جديدة لفتح آفاق الاقتصاد الرياضي والسياحة الرياضية والصحة الرياضية، ويتطلب تخصيص وزارة محددة تركز على الرياضة وتهتم بها.