وصف بعض الفنانين مهرجان الأغنية القطرية، بأنه حالة ثقافية تصاعدية، وأكد البعض الآخر أنه رافد للمواهب الجديدة، واعتبره فريق ثالث أهم تظاهرة موسيقية محلية، لكن الجميع اتفق على تبني رأي واحد وهو أن مهرجان الأغنية القطرية – الذي استمر ثلاثة أيام واختتم فعالياته أمس الأول – امتاز بأصداء واسعة، وحظي بامتنان كل المشاركين والجمهور.
استعادة مكانة الأغنية
الفنان عبدالرزاق الضاحي وهو أحد المكرمين بالمهرجان، أكد أن الليالي الثلاث شكلت فرصة حقيقية لاستعادة الأغنية القطرية المكانة التي تستحقها، وذلك لما يحظى به الغناء القطري من تاريخ عريق، ومكانة كبيرة، امتدت إلى خارج الوطن على مدى عقود، حيث كان الفنانون القطريون مشاركين باستمرار في فعاليات العواصم العربية ولهم حضورهم في المشهد الثقافي العربي دائمًا، مشيرًا إلى أن المهرجان أعاده إلى المسرح بعد غياب.
وأضاف: الآن هذا المهرجان يشجع على عودة الحركة الفنية، وعلى الشباب أن يستثمروا هذه الفرصة الثمينة، خاصة خريجي الجامعات والمؤهلين أكاديميًا بما يساعد على تطور ونهضة الأغنية في قطر، مؤكدًا أن الاهتمام بعناصر الأغنية المختلفة في هذا المهرجان يؤدي إلى تطور الأغنية ويساعد جميع الفنانين الذين يفخرون ببلدهم من كافة النواحي الوطنية والاجتماعية.
وأكد الضاحي أن المهرجان يساعد على خلق حالة من الزخم في الحياة الفنية.
رعاية الدولة للفنون
الموسيقار الكبير مطر علي الكواري، قال إن مهرجان الأغنية القطرية هو إضافة للحياة الثقافية في قطر، مشيرًا إلى أن تميزه يؤكد رعاية دولتنا للفنون في وقت ترفع كثير من الدول دعمها عن الفنون.
وأكد أن دعم الدولة للفن ضرورة من خلال مثل هذه المهرجانات لأنها تختار المواهب الجادة وتهتم بكافة عناصر العمل الفني من كلمات تعبر عن الوجدان الشعبي إلى ألحان راقية تعبر عن الموسيقى القطرية، مثمنًا جهود وزارة الثقافة والرياضة المستمرة منذ ثلاث سنوات ليكون المهرجان واحدًا من أهم الفعاليات على الخريطة الثقافية في بلدنا الحبيب قطر.
وتابع: ولأنه مهرجان دولة فيكون غير مهرجان مؤسسة أو شركة، فبالتالي تكون نوعية الأغاني والكلمات والإيقاع مختلفة ولها عذوبة تسمو بالأحاسيس، لأن لها رسالة بعيدًا عن الأغاني الراقصة أو المهرجانات التي تستهدف السوق. فالمهرجان يرسخ للأغنية القطرية من حيث الكلمة واللحن والأداء، ولهذا نشكر سعادة وزير الثقافة والرياضة على تبني هذه الفكرة وتنفيذها، واليوم ونـحن مع النسخة الثالثة لا شك أننا نـحتاجه كفنانين ونـحتاجه لدعم المواهب، لبروز الشاعر والمطرب والملحن والموزع الموسيقي العازف وجميع العناصر، فضلًا عن أن العالم الخارجي يرى الإبداع القطري في هذا المهرجان.
إثراء الحركة الفنية
يؤكد الفنان غانم شاهين أن مهرجان الأغنية القطرية ساهم ويساهم بشكل كبير في إثراء الحركة الفنية في قطر، مثمنًا دور وزارة الثقافة والرياضة في دعم المطرب القطري ومساندته عبر استمرار هذا الحدث، مشيراً إلى أن هذه الاحتفالية الكبرى تساهم بشكل كبير في نجاح المطرب القطري، وتعزز من مستوى وانتشار الأغنية القطرية في المنطقة، فهي المناسبة التي تمكن أجيال الموسيقيين من الاحتكاك، وتسمح لكل جيل بالتعلم من الآخر، وأوضح أن الأجيال الشابة تتعلم من السابقة ومن خبراتهم، في حين تتعلم الأجيال القديمة من الشباب في مجال التقنية والأجهزة. وأضاف إن التجمع الفني الذي يشهده المهرجان يكسب الفنان المزيد من الخبرة، ويتيح الفرصة الكاملة للمواهب الشابة في الاستفادة والتأقلم وتطوير أنفسهم، وأشار إلى أنَّ الدورتَين السابقتَين من المهرجان حققتا نجاحًا لافتًا وتركتا تأثيرًا إيجابيًا على الساحة الفنية المحلية، وأن هذه الدورة أصبحت أكثر نضجًا، حيث أصبحت أشمل حيث أصبحت تبرز الفنان والملحن والعازف، وقال إن هذه الاحتفالات والليالي تسهم في تقديم الفنان للمجتمع، الذي أتمنى من الله أن نتوفق جميعاً في هذه الاحتفالية الكبرى التي تساهم بشكل كبير في نجاحنا على المستوى الفردي والجماعي، وتعزز من مستوى وانتشار الأغنية القطرية والمطرب في المنطقة.
إضافة مهمة
الفنان منصور المهندي أكد أن مهرجان الأغنية القطرية إضافة مهمة للأغنية والحياة الثقافية في قطر، مشددًا على أن المهرجان الذي يشارك فيه للعام الثالث على التوالي قدم فنانين جددًا وبرز من خلاله شباب موهوبون، منوهًا بأن تواجد الفنانين المخضرمين إلى جانب الشباب يرسخ حضور الشباب ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.
وأشار إلى أن المهرجان يقدم كل عام لفتة كريمة ومبادرة طيبة بتكريم عدد من الفنانين، مشيدًا باختيار العناصر المختلفة ممن ساهموا في إثراء الحركة الفنية في قطر من ملحنين وشعراء ومطربين.
حالة تنافسية
من جانبه قال ضيف المهرجان المايسترو د. أحمد حمدان إن الجميل في المهرجان الذي لمسه من خلال مشاركته في قيادة الفرقة الموسيقية سواء العام الماضي أو هذه السنة هو أن المهرجان في نسخته السابقة قدم أعمالًا جديدة وفي نسخته الحالية قدم حالة تنافسية بين الفنانين، فأصبح كل فنان يسعى إلى تقديم أعمال جديدة ينافس من خلالها الفنانين الموجودين على الساحة، ويثبت وجوده.
وأضاف: في اعتقادي أن استمرار المهرجان وتطوره يضمنان انتشارًا أكبر للأغنية القطرية، في الساحة العربية لأن تطور الفنان ومنافسته لنفسه يجعلانه يصل إلى العالمية في خطوات مرتبة ومتتالية ومتوالية، نظرًا لوجود التداعي الفكري وهو ما يساهم في إيصاله للعالمية، وفي نفس الوقت الفنان القطري أصبح يأخذ وضعه الطبيعي في مساحة الأغنية العربية ويحقق العديد من الإنجازات.
وتابع: المهرجان حالة ثقافية تصاعدية اختارتها وزارة الثقافة لصناعة وتطور الأغنية القطرية، والمهرجان جميل يقدم الفن القطري والفنانين سواء كان الموجودين على الساحة أو ممن اعتزل أو ترك عالم الفن، كما أن المهرجان يضخ إمكانيات كبيرة ويسخرها بحيث يساعد الجميع على تقديم أغانٍ جديدة تثري الساحة الفنية والمكتبة الموسيقية المحلية بأعمال جديدة.
وعن الأصوات الجديدة المشاركة في المهرجان قال الموسيقار د. حمدان: إن جمالية المهرجان تكمن في تقديمه لأصوات جديدة، واعدة وتملك أحاسيس الصوت القطري، والفرقة الموسيقية كانت تستمتع بالأصوات الجديدة، والمميزة، ونـحن نتنبأ لهم بمستقبل واعد، ونأمل أن نراهم في المراتب والصفوف الأولى للأغنية العربية.