يشارك الفنان الشاب هاشم اليافعي في مهرجان الأغنية، حيث يقف أمام الجمهور مباشرة الليلة لينتقل من هواية الغناء والعزف إلى العمل الاحترافي وذلك بعد أن تم اختياره من خلال مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة والرياضة والذي يحرص على دعم المواهب القطرية الشابة.
وفي لقاء مع الفنان هاشم اليافعي لمعرفة تفاصيل ظهوره الأول للجمهور والاستعداد النفسي والأغنية التي يقدمها الليلة وغير ذلك، سرى اللقاء كالآتي:
بداية نهنئك باختيارك للمشاركة كأحد الأصوات الشابة الجديدة في مهرجان الأغنية القطرية.. لو نتعرف كيف تم اختيارك للمشاركة في هذا المحفل الكبير؟
تم طرح اسمي وهو أول ظهور لي في مجال الأغنية، من خلال دعم سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة والأستاذ خالد السالم، فلم أكن أخرج من الدائرة الأولى وهي الهواية للفن، فاليوم هم قدموا لي فرصة على طبق من ذهب.. ولكنها تحتاج أن يكون الشخص لديه الاستعداد والقدرة على مواصلة الطريق، لأن الحصول على الفرصة ربما يكون سهلًا ولكن المحافظة عليها أمر صعب يحتاج إلى جهد.
وكيف بدأت قصتك مع الغناء؟
بدأت المجال الفني منذ عام 2006 من خلال الهواية والعزف على آلة العود، ثم تطور الأمر وأصبح الفن هواية فالتقيت بالكثير من الفنانين والملحنين لآخذ من كل زهرة رحيقًا جديدًا، وظل الوضع كذلك مجرد هواية للعزف والغناء حتى العام الماضي دخلت مسابقة نغم التي طرحها مركز شؤون الموسيقى، وهي عبارة عن مسابقة في الغناء شارك فيها حوالي 250 مشاركًا، والغريب في هذه المسابقة أن صديقًا لي عندما رأى إعلان المسابقة في إنستجرام أرسل للمركز عددًا من مقاطع الفيديو وأنا أغني دون علمي، وقال لي ربما تتلقى اتصالًا مهمًا قريبًا، لأتفاجأ بأن المركز يتصلون بي ويخبرونني بأنني تأهلت للنهائي في مسابقة نغم، وكنت أظنها في البداية مزحة أو مقلبًا، ولكن عند التواصل من جانب المركز عرفت أن صديقي قدم لي في المسابقة، وتلقيت اتصالًا من قبل مدير المركز الأستاذ خالد السالم الذي أكد على أهمية حضوري لمقر المركز وبدأت من هنا المشاركة الجادة.
وأضاف أن لجنة المسابقة طلبت مني المشاركة بأغنية من اختياري عقب التأهيل على أن يتم التحكيم من خلال تصويت الجمهور للمشاركين أو من خلال اللجنة وبالفعل حصلت على المركز الأول في المسابقة ليبدأ اهتمام مركز شؤون الموسيقى، حيث طلبوا أن ينتجوا لي عملًا فنيًا ويكون بداية مشواري الفني. والانتقال من العزف إلى الغناء، وكانت أغنية الظروف وهي كانت لشاعر قطري وقمت بتلحينها ولاقت استحسان المركز، فهذه الأغنية أول عمل فني لي بعد أن كان الغناء تسلية وهواية فقط.
كيف استفدت من مسابقة نغم في صقل موهبتك فنياً؟
درست الموسيقى منذ أكثر من عشر سنوات وعازف، كما أقرأ النوتة وعلى دراية بالأمور الفنية ولكن مسألة التلحين تحتاج فهم أبجديات العمل الموسيقي ويكون على دراية بالمقامات الموسيقية والتنقل بين المقامات وهكذا. وقد استفدت من مجاورة الفنانين في هوايتي فترة كبيرة ما أصقل موهبتي.
هل استفدت من السوشيال ميديا في الترويج لأغانيك؟
السوشيال ميديا ساحة مفتوحة للجميع سواء كان المحتوى جيدًا أو لا، ولكن لابد أن يكون هناك ذكاء في التعامل معها لتجذب المتابع وممكن أن يكون إعلان عن أغنية في 30 ثانية جذابًا لينتقل المشاهد إلى الأغنية الأصلية.
خضت مجال التلحين من خلال أغنية الظروف التي تقدمها في مهرجان الأغنية القطرية.. لو تحدثنا عن هذه التجربة؟
التلحين هو مخزون موسيقي يحتاج اطلاعًا ومعرفة وأن تكون أذنه متشبعة بالفن الموجود، وعند بداية اللحن لابد من القراءة الجيدة للكلمات وإلى أي لون تنتمي هل عاطفية أو وطنية أو غيرها وإذا كان الكلام عاطفيًا مثلًا لابد من استخدام المقامات العاطفية، حيث لا تصلح المقامات التي فيها حماس ولا تصلح الأغاني الوطنية أن تقدم بمقامات حزينة مثلًا فلا يوجد انسجام بين اللحن والكلمات، فلابد من القراءة الجيدة وأن يعرف مقصود الشاعر ثم يقوم بتوظيف المقامات الموسيقية المناسبة، كما أن شخصية الشخص وفهمه لهما تأثير على اللحن بالطبع.
وبالتالي خضت التجربة التي كان آخرها أغنية مجلس الشورى مؤخرًا..
حدثنا عن أغنية مجلس الشورى؟ وكيف جاء التنسيق فيها بينك وبين الشاعر راضي الهاجري مؤلف الأغنية؟
الفكرة جاءت من مركز شؤون الموسيقى وكتبها الشاعر راضي الهاجري، هذه تجربة خاصة وكانت تمثل تحديًا كبيرًا لاعتبار الموضوع أولًا وأنها كتبت باللغة العربية الفصحى ثانيًا وهذا يحتاج إلى نمط معين، ولابد أن تكون المقامات الموسيقية حماسية بالدرجة الأولى وفيها نوع من الإثارة موسيقيًا وليس لحنيًا، وفيها أيضًا تفاؤل فكيف تصنع عملًا فيه خليط بين التفاؤل والإثارة والحماس والفرح، فوصلت لهذا اللحن ولما سمعه سعادة وزير الثقافة والرياضة والمسؤولون في مركز شؤون الموسيقى حاز إعجابهم وبدأنا في العمل الذي استغرق أسبوعًا.
كونك عازفًا.. هل تتابع التراث الفني القطري في مجالي الغناء والتلحين؟
بالتأكيد هناك تراث فني كبير في قطر نستفيد منه سواء في اللحن أو الغناء ولعل من أهم من قام باستحضار هذا التراث هو الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر الذي طور في الأغنية القطرية، ونقلوها من مكان إلى مكان أفضل، وهناك الكثيرون وبشكل عام فإني أهتم باللون الخليجي ككل، وليس القطري فقط فأخذنا من مختلف الساحات والميادين.
وماذا عن طموحك القادم في مجال الغناء خليجياً وعربياً؟
إن شاء الله أرى أني في بداية طريقي وسوف أركز على ساحة الطرب، وكل فنان موهوب في ساحة أو لون، لكن الساحة الطربية لها جمهور كبير وفيها العمق والأصالة في الغناء بعيدًا عن الأغنيات السريعة التي تنتهي سريعًا لا تتذكرها بعد فترة.
من هنا يمكن السؤال هل طغت الأغاني الشبابية على الأغاني الأصيلة في قطر كما حدث في العالم العربي؟
بالطبع طغت الأغاني الشبابية ولها جمهورها وهي متواجدة في قطر ويقدمها فنانون كبار مثل الفنانين فهد الكبيسي، ناصر الكبيسي، عايل، وهم يجتهدون في هذه الساحة ولهم جمهور عريض.
وكيف تشق طريقك للاحترافية؟
الاحترافية مهمة، ومن خلال الهواية التي أصقلتها الدراسة للموسيقى تكونت خبرة يمكن أن تساعدني في تقديم أعمال جادة تترك بصمة مع الجمهور.
كيف تستفيد من الرواد في مجال الغناء في قطر؟
كما يقولون اللي ما له أول ما له ثاني، فكيف تزيد الشخص من ثقافته إذا لم يستفد من السابقين، هناك ضرورة للتعرف على أعمال الرواد في قطر والاستفادة منها ومن كل ألوان الغناء في قطر وخارجها لأنها تعطيك زخمًا مطلوبًا في مجالك، مع أهمية أن نتعرف على خصائص الجمهور الحالي الذي لا يصبر على أغنية لفترة طويلة فالجمهور حاليًا يحتاج إلى مادة موسيقية مختلفة ولذلك لابد من الاستماع إلى القديم وكذلك إلى الحديث.
هل وظيفة المطرب أن يبحث عن ذوق الجمهور أو ينبغي أن يرقى المطرب بالذوق الفني للجمهور؟
إجابة هذا السؤال ترتبط بشخصية الفنان الذي يسعى لرسالة أو فنان يهمه المادة أكثر لإرضاء الجمهور، والفنان صاحب الرسالة والذي يريد إضافة للساحة الفنية يقدم العمل الجاد الذي يرتقي بوجدان الجمهور وفي نفس الوقت وبالشكل المطور لتحقيق رسالته الفنية وفي النهاية كل فن له جمهور.
وماذا عن شخصك إلى أيهما تميل؟
أنا أمارس الفن باعتباره هواية منذ أكثر من 15 سنة وبالتالي فأنا هاوٍ قبل أن أكون محترفًا وأحب الفن بدون مقابل. ولكن الخطط المستقبلية أميل لتقديم أعمال جيدة في ساحة الطرب ليكون لها قبول مهما مر عليها ولنا في تجارب السابقين دلالة على ذلك فهناك أغانٍ ما زالت تعيش بيننا رغم مرور أكثر من 60 سنة عليها.