«الأغنية جزء من هوية، هي تراث يعيش معنا وفينا».. هكذا عبر الفنان غانم شاهين عن مكانة الأغنية القطرية بالنسبة له، معتبرًا أن الأغنية القطرية تجسد ارتباط الفنان بالهوية الوطنية وثقافة المجتمع من خلال انعكاس تفاصيل البيئة المحلية فيها.
ليلة الأغنية القطرية – بالنسبة له- علامة فارقة على ذلك اللقاء الوجداني بين فن الغناء القطري المبدع وبين ذائقة الجمهور القطري، الذي تستهويه الموسيقى والغناء الرفيع، حيث رسمت الأغنية القطرية من خلال مضمونها وأصالتها ملامح حياة القطريين على مر السنوات، فتميزت بالصدق ونبل الإحساس.
المهرجان رافد للمطربين الشباب
يؤكد الفنان غانم شاهين أن مهرجان الأغنية القطرية ساهم ويساهم بشكل كبير في إثراء الحركة الفنية في قطر، مثمنًا دور وزارة الثقافة والرياضة في دعم المطرب القطري ومساندته عبر استمرار هذا الحدث، مشيرًا إلى أن هذه الاحتفالية الكبرى تساهم بشكل كبير في نجاح المطرب القطري، وتعزز من مستوى وانتشار الأغنية القطرية في المنطقة، فهي المناسبة التي تمكن أجيال الموسيقيين من الاحتكاك، وتسمح لكل جيل بالتعلم من الآخر، وأوضح أن الأجيال الشابة تتعلم من السابقة ومن خبراتهم، في حين تتعلم الأجيال القديمة من الشباب في مجال التقنية والأجهزة.
المشاركة الثانية
وقال غانم شاهين إنه سيشارك في المهرجان للمرة الثانية، وذلك عبر أغنية «كذاب» من تلحينه وغنائه، ومن كلمات يوسف علي الحميد، وأغنية «قلبي حب»، من كلمات الشاعر صالح الريان وألحان عمر الخمسي، موضحًا أن التجمع الفني الذي يشهده المهرجان يكسب الفنان المزيد من الخبرة، ويتيح الفرصة الكاملة للمواهب الشابة في الاستفادة والتأقلم وتطوير أنفسهم.
وأشار شاهين إلى أنَّ الدورتَين السابقتَين من المهرجان حققتا نجاحًا لافتًا وتركتا تأثيرًا إيجابيًا على الساحة الفنية المحلية.
تحضيرات سبقت المهرجان
قبل الحفل أقام الفنان غانم شاهين بروفتين كانت الأولى في اليوم الأول من انطلاق البروفات التحضيرية وأخرى في آخر ليلة من ليالي البروفات التحضيرية لحفل ليلة الأغنية القطرية، والتي يشارك فيها الفنان للمرة الثانية على التوالي بعد مشاركته في نسخة العام الماضي من الاحتفال، وقال إن هذه الاحتفالات والليالي تسهم في تقديم الفنان للمجتمع، الذي أتمنى من الله أن نتوفق جميعاً في هذه الاحتفالية الكبرى التي تساهم بشكل كبير في نجاحنا على المستوى الفردي والجماعي، وتعزز من مستوى وانتشار الأغنية القطرية والمطرب في المنطقة.
الشهرة أصبحت أسهل والاجتهاد ضروري للنجاح
إلى ذلك أضاف الفنان غانم شاهين إنه على الفنانين الشباب ألا يتوقفوا عن العطاء والاجتهاد، وأن يعتبروا هذه الليلة فرصة للنجاح، حيث يجب عليهم الاستمرار فليلة واحدة في السنة غير قادرة على صناعة نجم، هي تقدمه وتفتح له الطريق، وعليه متابعة السير والمسير، خصوصًا أننا في زمن أصبحت فيه الشهرة والانتشار سهلًا، عكس الزمن الماضي الذي كان يعاني فيه الفنان لكي يصل إلى الجمهور.
فزمن السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي سهل كثيرًا من الأمور على الفنانين، واعتبر أنه على الجيل الجديد من الفنانين اغتنام فرصة التجمع الكبير للفنانين والنجوم تحت سقف حدث فني واحد، حدث مهم ويتابعه الجميع في قطر وأصداؤه تصل للخارج، بالطبع ستكون له انعكاساته الإيجابية على كل من يشارك فيه، فالفنان يحتاج إلى الظهور والتواجد وتقديم الجديد للجمهور، والمهرجان يحقق كل هذه الأمور، كما أن التواجد في هذه الأجواء الفنية الخالصة يفيدك كفنان، تبادل الخبرات، النقاشات الفنية، الاطلاع على أعمال الزملاء، كل هذه الأمور تفيدك بالطبع وتضيف إلى مخزون خبراتك، ومن ثم تعطيك الخبرة التي تحتاجها لتطوير نفسك ومواكبة الجديد دائمًا، إضافة إلى أن هذا الاحتكاك يكسب المواهب الصاعدة خبرات مهمة يحتاجها المطرب بكل تأكيد في بداياته، كما أنه يكتسب المزيد من المهارات الخاصة بهذا المجال في ما يتعلق بالمعلومات التي يطلع عليها من الفنانين ومن الأجواء الفنية الكاملة التي يكون مندمجاً فيها عبر هذه المشاركة.
خطوة في الاتجاه الصحيح
– وذكر الفنان غانم شاهين أن هذه المشاركة لها العديد من الإيجابيات، معتبرًا أن ليلة الأغنية القطرية، تمثل لقاء وجدانيًا بين فن الغناء القطري المبدع، وبين ذائقة الجمهور والذي تستهويه الموسيقى والغناء الرفيع، مُشيرًا إلى أن المهرجان خطوةٌ في الاتجاه الصحيح، خصوصًا أن هذه الفعالية تعد فرصة للكشف عن جيل جديد من المواهب الفنية سواء في الغناء أو التأليف أو التلحين، إذ تحفزني بشكل كبير وتشجعني كمطرب على الإبداع والاستمرار فيما أقدمه، بل وتعزز من نجاحي وانتشاري، كــمــا أنها تســـاهم بشـــكل كبيـــر في عملية تطوير المواهب الشابة وكذلك بالنسبة للنجوم، إذ إن التواجد في مثل هذه الاحتفاليات الكبرى يرفع من عزيمة وروح المطرب لتقديم الأفضل والأقوى لمواصلة التنافس والاستمرار.
فرصة للمواهب للظهور
وعن أهمية المهرجان بالنسبة لجيل الشباب، قال الفنان غانم: إن هذه الليالي تعتبر فرصة قيمة للمطربين الجدد، ولكل الفنانين، فالمهرجان كفيل بالتعريف بأسماء جديدة، تساهم في إبراز المواهب الشابة، ويعطي الفرصة للجميع في المشاركة، ويحفز المواهب الصاعدة، ويتيح لهم فرصة التواجد بين نجوم الأغنية والاستفادة منهم والتفاعل معهم والظهور أمام الجمهور، والتعبير عن إمكانياتهم الفنية كشباب.
وتشهد النسخة الحالية من المهرجان تقديم 15 أغنية جديدة، حيث تسعى وزارة الثقافة والرياضة من خلالها لإثراء الساحة الفنية المحلية بمجموعة كبيرة من الأعمال الفنّية. وهذه الأغاني هي: «حنيت للسدرة» من ألحان مطر علي الكواري، وكلمات عبدالرحيم الصديقي، وتيسير عبدالله، وأغنية «الغلا غلاب» للمطرب عيسى الكبيسي، وهي من ألحان ناصر الصالح، وكلمات الشاعر حسن المهندي، وتغني أصيل هميم أغنية «يا ذكريات» من ألحان الشاعر عبدالله المناعي، وكلمات الميم، وأغنيتَان أُخريَان بعنوان «آخر حلول»، «وسماي صافية»، وهما من كلمات الشاعر علي الفضلي، وألحان الفيصل.
وأضاف: كما أن هناك تغطية موسعة ومميزة لوسائل الإعلام، وهو ما يحتاجه أي فنان صاعد، فالفرصة بالنسبة له بمثابة الحلم الذي ينتظره، ومن الممكن أن تختفي مواهب كثيرة في مجال الطرب والفن عموماً بسبب عدم قدرتها على إيجاد الفرصة المناسبة، وبالطبع مهرجان الأغنية حدث مهم وهو أهم وأفضل فرصة بالنسبة لنا جميعاً كمطربين وهو الفرصة الذهبية بالنسبة للمواهب الشابة، والأجمل في هذا الحدث أنه يفرز في كل نسخة أصواتًا جديدة ويقدمها للساحة الطربية وهو المكسب الأهم من وجهة نظري، فعلى سبيل المثال نجد هذا العام أكثر من صوت جديد، سيكون لهم مستقبل مبهر، وهم الفنان محمد المطوع والفنان هاشم اليافعي على سبيل المثال.
دعم الوزارة
وعن الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة والرياضة للفنانين أكد الفنان غانم أن الحدث الفني الكبير يساهم في إثراء الحركة الفنية في قطر، واستمراره دليل قوي على الدعم الكبير من قبل وزارة الثقافة والرياضة للمطرب القطري وللأغنية، والمهرجان إضافة قوية أيضًا إلى الساحة الفنية في قطر والمنطقة العربية بأكملها، فأصداء هذا الحدث الكبير واضحة في كل دورة ونسخة جديدة، وهو يتطور بشكل واضح وملحوظ سواء في عدد المشاركين أو في الفقرات أو عدد الأيام، فهذا العام على سبيل الذكر هناك ثلاثة أيام متتالية للمهرجان بعد أن كان المهرجان في العام السابق عبارة عن يومين فقط، وأيضاً على مستوى المشاركة زاد عدد المشاركين، وأيضًا الفقرات هناك إضافة قوية تتعلق بالميدلي الرياضي المتعلق بإنجازات قطر على المستوى الرياضي، وأيضًا إضافة فقرة خاصة بتكريم الفنان علي عبد الستار وهي لفتة مميزة جداً من القائمين على هذا المهرجان ولفتة ممتازة من الوزارة.