يكرم مهرجان الأغنية القطرية في نسخته الثالثة والتي تنطلق ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، مساء اليوم الفنان القطري القدير عبدالرزاق ضاحي إلى جانب نخبة من نجوم الغناء القطري، وذلك تقديرًا لدورهم في مسيرة الأغنية المحلية، وعطائهم للساحة الفنية، شعرًا وتلحينًا وطربًا.
وثمن الفنان عبدالرزاق الضاحي تكريم وزارة الثقافة والرياضة له في هذا المهرجان، مؤكدا أن هذا التكريم هو تكريم للفنانين القطريين جميعًا وقال: أهنئ سعادة وزير الثقافة والرياضة على هذا الجهد الكبير الذي ينهض بالأغنية القطرية بمختلف عناصرها شعرًا ولحنًا وأداء.
وقال إن هذا المهرجان يستعيد مكانة الأغنية القطرية للمكانة التي تستحقها، وذلك لما يحظى به الغناء القطري من تاريخ عريق، ومكانة كبيرة، امتدت إلى خارج الوطن على مدى عقود، حيث كان الفنانون القطريون مشاركين باستمرار في فعاليات العواصم العربية ولهم حضورهم في المشهد الثقافي العربي دائمًا، مشيرًا إلى أنه يقدم خلال المهرجان الذي أعاده إلى المسرح بعد غياب، عملين غنائيين، أحدهما عمل جديد بعنوان ”أنا باشكي على ربعي”، وهى من ألحانه، وكلمات الشاعر الراحل محمد عبدالوهاب الفيحاني، وهو عمل جميل أحبه لأنه يحمل القيم القطرية الراسخة، وهو عمل من مذهب وثلا ث كوبليهات، إلى جانب عمل آخر بعنوان «ماجور». لافتًا إلى حرصه على ترجمة أعمال الشاعر الفيحاني غنائيًا، وذلك لما كانت تحمله كلماته من معانٍ صادقة، وتعكس الوفاء، بالإضافة إلى ملامح أخرى تكتسبها قصائده من حزن ورومانسية.
كما أنه يستعد لأغنية أخرى من كلمات الشيخ أحمد آل ثاني وألحانه، موضحًا أنه ابتعد عن الساحة الفنية نظرًا لظروف وطبيعة عمله، فقد شارك في العديد من المهرجانات والحفلات إلى جانب كبار المطربين العرب فغنى في بيروت ودمشق ولندن. وتابع.. الآن هذا المهرجان يشجع على عودة الحركة الفنية وعلى الشباب أن يستثمروا هذه الفرصة الثمينة، خاصة خريجي الجامعات والمؤهلين أكاديميًا بما يساعد على تطور ونهضة الأغنية في قطر، مؤكدًا أن الاهتمام بعناصر الأغنية المختلفة في هذا المهرجان يؤدي إلى تطور الأغنية وتساعد جميع الفنانين الذين يفخرون ببلدهم من كافة النواحي الوطنية والاجتماعية.
وأكد الضاحي إن المهرجان يساعد على خلق حالة من الزخم في الحياة الفنية، ولكن ما زلنا نحتاج إلى خطوات أخرى لتحقيق النهضة التي ننشدها جميعًا للأغنية القطرية وقال: «أتمنى أن يتم فتح معاهد موسيقية لتدريب الشباب على هذا العلم بطريقة أكاديمية وليكون عندنا في قطر نوابغ ومبدعون في الموسيقى والغناء لأن التعلم يختلف كثيرًا عن الموهبة، فالموهبة تكون محدودة في النهاية أما التعلم ففيه دافع وعطاء مستمر، ولذلك أؤكد أن الموهبة لكي ينجح صاحبها لابد له من دراسة وفهم للموسيقى.
وأشار إلى انحيازه إلى التراث الغنائي القطري والعربي أيضًا، لأن هذا التراث به جهد كبير لأناس أجهدوا أنفسهم في البحث عن الكلمات المعبرة وبصدق عن المشاعر الإنسانية، كما اجتهد الملحنون في تقديمها في قوالب عاشت لعشرات السنين، وبالتالي فالتراث لا غنى عنه وإن كنت لا أرفض التطور أيضًا ولكن بشرط ألا نفقد هويتنا، ما دامت تحظى بالكلمة الصادقة، واللحن المعبر عن الأحاسيس والمشاعر. لأنه إذا لم نتمسك بالتراث نضيع على حد قوله.
ووجه في ختام حديثه رسالته إلى الشباب قائلا عن الفنان الشاب عليه حسن الاختيار للكلمات وأن يختار النسب له وأن يصقل موهبته بالدراسة، وأنه كلما أجاد في قطر كانت له فرصة في الوصول إلى العواصم العربية والعالمية.
الفنان عبدالرزاق الضاحي: مهرجان الأغنية يستعيد مكانة الأغنية القطرية
14 أكتوبر, 2021