حالة من الترقب والانتظار تسود الساحة الثقافية التي تنتظر بتلهف انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الحادية والثلاثين خلال الفترة من 13 حتى 22 يناير المقبل، حيث ينتظر المثقفون الكثير من وراء هذا المعرض ويحملون العديد من الطموحات التي يتمنون أن يجدونها متحققة، وفي الوقت الذي يتسم فيه هذا الحدث بقيمة كبيرة تنتظره الساحة الثقافية بترقب لترى إلى أي مدى ستشهد الكتب رواجًا بين الناس ومدى الاستحقاقات التي ينتظرها الكتاب من المعرض المنتظر بصفة أن هذا الحدث يعد الأبرز، حيث تتوجه إليه أنظار الكتّاب والمثقفين في نفس التوقيت من كل عام، أملًا في استعادة الكتاب لمكانته، وخلال استطلاع آرائهم في هذا الخصوص تمنّوا أن لا يكون المعرض في دورته الجديدة مجرد حدث عابر يأتي ثم يذهب دون أن يترك أثره على المجتمع، كما أعربوا عن أملهم بأن ينهل الجميع من معين الثقافة الذي يأتي مع المعرض من مختلف دول العالم، وذلك بعد توقف العام الماضي نتيجة انتشار الجائحة، كما تمنّوا أن يأتي المعرض حاملًا معه عناوين جديدة تنبئ عن تطلعات وآمال ورؤى وأطروحات للمستقبل وللحياة، مؤكدين أنهم متشوقون ليجتمع شملهم على الأنيس العقلي الأثير وهو الكتاب، ويلتقون برفقاء الدرب من المبدعين والمؤلفين والشعراء العرب من أجل أن يتحاوروا ويقتبس بعضهم من نور بعض، ونوهوا إلى أن المعرض سيظل يحمل معه العديد من المضامين الهامة والأفكار، وكذلك من المبدعين والمثقفين الذين يتوافدون على العاصمة القطرية للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير، فيتيح المعرض للجميع فرصة اقتناء الكتب التي لا يستطيعون الحصول عليها من سواه، ومجالسة كبار الأدباء والشعراء والمثقفين الذين يدعون للمشاركة في أروقة المعرض في حفلات التوقيع أو الندوات الفكرية.
خالد الفضلي: مطلوب انتقاء الكتب
الكاتب خالد الفضلي أعرب عن أمنياته أن تشهد الدورة المقبلة حضورًا لجمهور حقيقي يسعى وراء الفكر والثقافة عن طريق المطالعة، وأضاف قائلًا: أتمنى أن أجد في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الجديدة قراءً ليسوا متفرجين أو أناسًا أرادوا التنزه فقط بين أروقة الكتب، وأضاف: إذا كان لابد أن يتزامن مع فتح المعرض افتتاح مقاهٍ ومطاعم أيضًا، فلتكن ثقافية، تهدف بالأساس إلى تغذية العقل والفكر، وطالب بأن تعمل اللجنة المنظمة على عقد ندوات فكرية مصاحبة بعيدة عن النمطية، وورش تفاعلية ذات أكثر من توجه، وأن يتم الإعداد لها جيدًا وتتضمن حضورًا لضيوف لهم قيمتهم، حيث الإبقاء على المثقفين الحقيقيين، كما ناشد بأهمية الابتعاد عن البهرجة أو السعي وراء الشكل على حساب المضمون، وأن تكون الكتب منتقاة وعليها إشراف حتى لا تظهر بعض الكتب الضارة، وعبّر عن أمنياته بأن يلقى هذا الحدث إقبالًا، مشيرًا إلى أهمية هذا المعرض الذي وصفه بكونه المناسبة الأهم التي تنمّي الثقافة وتدعم الفكر بقطر، وأكد على ضرورة الاهتمام بالكتاب الرقمي جنبًا إلى جنب مع الورقي، مشترطًا أن لا يحل الأول مكان الثاني ولا يجور عليه وذلك بعد سيطرة الوسائط التكنولوجية والتقنيات الحديثة التي وفرت المعلومة وجعلتها سهلة المنال، وختم حديثه مؤكدًا أن الناس بالتأكيد ستكون متشوقة لإقامة المعرض في نسخته المقبلة بعد توقفه العام الماضي، وتوقع إقبالًا شديدًا، متمنيًا أن يكون المنظمون على مستوى الحدث بإزالة كل العوائق.
حصة العوضي: دعم الأقلام المحلية
قالت الكاتبة حصة العوضي: دائمًا ما أتوقع أن أصادف الجديد من المطبوعات والكتب التي تناسب ذوقي واهتماماتي الأدبيّة، وأدب الطفل، والموسوعات العلمية، وهذا ما كنت أنتظره حقًا منذ العام الماضي، لأجده فوق رفوف الأجنحة الخاصّة بالنشر والتوزيع، ومتطلعة لانعقاد المعرض في نسخته المقبلة لعلني أجد ما أبحث عنه.
وحول الإشكاليات التي تجلت في النسخة السابقة وتتمنّى زوالها من النسخة المقبلة، أعربتْ عن أمنياتها بأن يزول ذلك التعارض بين الأنشطة والفعاليات الثقافية مع بعضها، ما يشتت الجمهور، فنراهم يضطرون لحضور الفعالية الأقرب إليهم، بينما عيونهم وفكرهم تتطلع للفعاليات الأخرى، كما تمنت أن يتم تخصيص وقت مناسب لمن سيتم اختيارهم من المُبدعين المحليين، يتساوى مع المحاضرين والمشاركين من الضيوف من الدول المجاورة الأخرى، حيث كان يسمح لهم بوقت كامل لفعاليات خاصة بهم، ومقابلات إعلامية مُستمرة لساعات متواصلة، بينما يتم تخصيص القليل من الوقت للمُبدعين من الداخل دون ترك مجال أكبر لإبراز ما يريدون إبرازه.
وأكدت أهمية أن يتم منح المُبدع المحلي ما يتم منحه للآخرين من اهتمام ووقت، ودعاية، وهذا لا ينطبق على التوقيعات للكتب الجديدة الصادرة لهؤلاء المُبدعين الذين يلفتون بكتبهم الجديدة كل الأنظار والكاميرات والآراء. وعما تتمنى أن تجده في نسخة هذا العام، قالت: لست أعلم ما تخبئه لنا اللجنة المُختصة بالفعاليات، ونأمل أن تكون على قدر المسؤولية، وعند حسن ظن المُبدع والمواطن، حيث يجب أن يكونوا على معرفة جيدة بالمبدعين والكتّاب المحليين، وإنتاجاتهم التي يجب أن تظهر للنور. وأكدت العوضي أنه بالرغم من الإحباط الذي أصيب به البعض لتأجيل المعرض العام الماضي إلا أن ذلك كان ضروريًا لتلافي الأخطار التي كان من الممكن أن تصيب المواطن، والعارضين.
العبيدلي: مشتاقون لعودة المعرض
الكاتب عبدالرحمن العبيدلي تمنى مع بداية العام الثقافي الجديد أن يحظى معرض الكتاب في نسخته المقبلة بإقبال الناس، ورأى أن غياب المعرض عن جمهوره العام الماضي بالتأكيد قد ولّد حالة اشتياق لديهم، وحول أبرز ما يتمنى أن يتم تلافيه في الدورة القادمة قال: أرى بضرورة العمل على إقامة المعرض في وقت يتناسب مع العام الدراسي ولا يتعارض مع الامتحانات، كما تمنى أن تشهد الدورة الجديدة فعاليات وورشًا عن طريقة القراءة الصحيحة والتدريب على طريقة اختيار الكتب مع أهمية تكثيف المشاركات الدولية لدور النشر العربية العالمية، وطالب العبيدلي الكتاب بأن يكونوا ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أعمالهم، مع تواجد نسخ رقمية لأعمالهم للوصول إلى محبي الاطلاع عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة، وذلك حتى يتسنى وصول الكتاب لأكبر عدد من القراء، وقال: نحن ككتاب متعطشون للنسخة الجديدة من المعرض بعد انقطاع دام لمدة عام، حيث يرى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يلبي طموحات الشباب الكُتاب، مشيرًا إلى أن هذا يتجلى إذا ما دققنا النظر في ازدياد أعداد الكتاب المنتمين إلى جيل الشباب عامًا بعد الآخر، وحول جديده في عالم الإصدارات، قال إنه توقف هذه الفترة عن الكتابة بحكم انشغاله بدراسة الماجستير ولكنه سيشارك بمؤلفاته القديمة «سطور في إصلاح النفس» و«فصول قرآنية».
د. محمد الكواري: الاهتمام بالكتب العلمية
الدكتور محمد سيف الكواري أكد أنه متابع للمعرض في كل نسخه السابقة، ويرى أن التنظيم يتحسن عامًا بعد الآخر، وقال: أطمح في النسخة المقبلة أن تخصص مساحات للكتب العلمية والمناخ والبيئة خاصة مع التغيّر المناخي الحاصل في عصرنا الحالي، مشيرًا إلى أن معرض الكتاب في نسخه الماضية كان كثيرًا ما يهتم بالكتب الأدبية، والتي تشغل أغلب المساحات، وأضاف: لدينا أطباء ومهندسون وعلماء في الفيزياء والرياضيات وكافة المجالات يبحثون عما يكتب في تخصصاتهم لكنهم لا يجدون إلا القليل. وحول الفعاليات المصاحبة في معرض الكتاب تمنّى أن تكون هناك محاضرات وفعاليات علمية وأن يتم الإعلان عنها بشكل جيد مع تكثيف الدعاية والإعلان، وفي هذا السياق شدّد على أهمية الحضور الإعلامي لأنه عامل مهم في إنجاح هذا الحدث الثقافي، مطالبًا بضرورة تنظيم حملة إعلامية أثناء المعرض من أجل تسليط الضوء عليه، وطالب المعنيين بأن يكثفوا من الدعاية للمعرض وأن يوجدوا وسائل جذب متنوعة للناس كي يشجعوهم على حضور المعرض والمشاركة في فعالياته المختلفة، وقال: لا شك أن الجمهور متشوق لمعرض الكتاب بعد توقفه لمدة عام فهو شريان للفكر والثقافة بما يحتويه من إصدارات وموسوعات متنوعة، ولفت إلى أهمية أن يترافق الكتابان الرقمي والورقي معًا من خلال هذا المعرض، مؤكدًا أنه بالرغم من أن أهمية استقاء الفكر والثقافة من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة إلا أنه سيظل لا غنى عن الكتاب الورقي، وحول الجديد الذي سيقوم بتقديمه في المعرض هذا العام: قال: لدينا كتاب بحثي بيئي عن إعادة التدوير بين النظرية والتطبيق، وسيحمل هذا الكتاب بين دفتيه معلومات وبيانات ناتجة عن بحث علمي استمر لمدة خمسة أعوام، بمشاركة عدد كبير من الاختصاصيين من قطر وخارجها، والكتاب به ثروة معلوماتية للعاملين في مجال الهندسة بالقطاع الخاص العامل في مجال إعادة التدوير للمخلفات الإنشائية.
حنان الشرشني: الكتب المسموعة ومواكبة التطور
الكاتبة حنان الشرشني تحدثت عن طموحاتها في النسخة المقبلة من معرض الكتاب، مؤكدة أن جميع المثقفين متشوقون للاطلاع على كل جديد في عالم الأدب والثقافة من خلال الدورة الجديدة، والتي تمنت أن تشهد بعض التحديثات، وفي هذا السياق اقترحت أن يكون هناك فيديو تعريفي موجز عن أبرز المؤلفين والكُتّاب سواء العرب أو العالميين، وأغلب إنتاجهم، والحاصلين على الجوائز الأدبية كتشجيع وإثراء للجيل الناشئ وكذلك الاحتفاء بوجودهم في التاريخ. أما بالنسبة للكُتاب القطريين فقالت: من الجميل أن يتكلم الكاتب والمؤلف القطري في فيديو قصير عن أبرز إنتاجه في موجز، أو يتم إنتاج فيديو قصير عنه وعن إنتاجه، كما تمنت أن تحدث مسايرة في الساحة المحلية بشأن التطور الكبير الذي يشهده عصر الكتب المسموعة، مشيرة إلى أن هناك اتجاهًا كبيرًا في الغرب نحو تلك النوعية من الكتب، التي قد تكون لها فائدة عظيمة لذوي الاحتياجات الخاصة أو لمن يهوى المعرفة خلال قيادته للسيارة أو استقلاله لإحدى وسائل المواصلات، وقالت: مهما اختلفت وسيلة المطالعة، فالمغزى والغاية هما إثراء الفكر، فمن يعانون من مشاكل بصرية نجد أن الكتب الإلكترونية خففت من مصاعب مطالعتهم، وأكدت الكاتبة حنان الشرشني أن الانتشار السريع من خلال الوسائل الرقمية ساهم في سهولة الوصول للمنتج الثقافي أينما كان وبأي شكل، مؤكدة أن النسخة السابقة تميّزت بالتنظيم الرائع كما أنها وجميع الكتاب من أبناء جيلها ما زالوا يطمحون للأفضل، وأضافت: أتمنى وجود ندوات أيضًا لأبرز الكُتاب العرب، للحديث عن كتبهم وظروف إنتاجها، وحول جديدها ومشاركتها في المعرض، قالت إنها ستتواجد من خلال روايتها الثانية (أرجوك لا تحبني) في دار لوسيل للنشر والتوزيع، إضافة لروايتها الأولى (أسرار فتاة قطرية) والإصدار المترجم له للغة الإنجليزية في الدار ذاتها.